13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

الأصدقاء والخذلان

نسمع كثيراً عن الصديق ونسمع في المقابل عن خيانة الصديق، ولعل هناك تناقض واضح يحتاج إلى توضيح.
البعض يطلق كلمة الصديق على كل من يعرف لدينا في فيسبوك، ما لا يقل عن ٥٠٠٠ صديق، فهل هم فعلاً أصدقاء؟! ولدينا في باقي وسائل التواصل ما يزيد على هذا الرقم، فهل هؤلاء هم الأصدقاء؟ ولدينا أيضاً مجموعة من الناس نعرفهم ويعرفوننا ونجلس معهم ويجالسوننا فهل هؤلاء هم الأصدقاء؟
أتوقع أن لدينا خلطاً واضحاً في معنى الصديق، ولدينا اتهام في غير محله للصديق، فالصديق لا يغدر ولا يكذب ولا يتخلى أو يتجاهل ولا يكون بينك وبينه حاجز سوى ما حرم الله، هو سرك وسترك وسندك.
ما يتحدثون عنه اليوم هو ليس صديقاً ولم يتم اختباره، فمن يسقطون في الامتحان هؤلاء مستنفعون وليسوا أصدقاء، فلا نظلم هذا المسمى ونلصق به ما لا يعنيه.
الخذلان نابع من عدم تحديد من يعنيهم أمرك، وربما يكون المخذول مخدوعاً في الكل وكان ينبغي له تضييق الدائرة، فمن يحق لك عتابهم ليس كل من تعرف ولكن من اختبرتهم فكانوا لك نعم الأصدقاء وليسوا أصحاباً كعابري السبيل.
لذا تعرف جيداً وفرق بين الصديق والصاحب، وبين القريب والبعيد، ولا تصاب بالخذلان، فلربما لا نحسن التقدير في بعض من نصاحب ونظنهم أصدقاء.




error: المحتوي محمي