ثلاث مدن تنافس على مسمى منطقة واحدة. وحدود هذه المنطقة الرئيسة تمتد من صفوى حتى الظهران تزيد أحيانًا وتنقص حسب الظروف في ذاك الزمان.
هنا سنحاول أن نبين تلك المنافسة من خلال نصوص تاريخية من الفترة الإسلامية حتى يومنا هذا:
أولًا: مدينة هجر من العهد الإسلامي حتى العهد القرمطي كانت مدينة هجر هي المدينة الرئيسة في المنطقة: وموقع مدينة هجر كما تذكر كتب التاريخ وحددت في الطريق من البصرة إلى عُمان على الساحل: "من البصرة إلى عبّادان، ثم إلى الحدوثة، ثم إلى عرفجا، ثم إلى الزابوقة، ثم إلى المِقَرّ، ثم إلى عصى، ثم إلى المعرّس، ثم إلى خُلَيجة، ثم إلى حسان، ثم إلى القرى، ثم إلى مسيلحة، ثم إلى حمص، ثم إلى ساحل هَجَر، ثم إلى العُقَير، ثم إلى قطر، ثم إلى السبخة، ثم إلى عُمان وهي صُحار ودَبا".
وقصبات هجر هي الصفا والمشقر وذكرها ياقوت أن البحرين هي الخط والقطيف والآرة وهجرُ وبينونة والزارة وجُواثا والسابور ودارين والغابة، وقال: وقصبة هجر الصفا والمُشقر.
ذكر المسعودي في مروجه المعاصر للقرامطة مدن ساحل هجر بقوله: «وفي ذلك الساحل مدينة الزارة والعقل والقطيف من ساحل هجر».
قال الحموي: «قال أبو أحمد العسكري: الخط والزارة والقطيف قرى بالبحرين وهجر» انتهى.
ولكن منافسة مدينة هجر على المنطقة انتهت منذ أن هدم القرامطة هذه المدينة وبدأ النزاع بين القرامطة وقبيلة عبد القيس مما أدى إلى انتقال القرامطة إلى أحساء بني سعد (من قبيلة تميم) وبنوا مدينتهم المسماة (المؤمنة) بالقرب من مدينة بقيق وحكموا المنطقة بمسمى حكام هجر التي أبيدت وانتهت.
الخط:
يبدو أن الخط كانت من المدن الرئيسة في ساحل هجر حتى قيل إن الرسول (ص) ولى العلاء على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان بن سعيد على ناحية فيها الخط. ومن الملاحظ أنه منذ انتهاء مدينة هجر على يد القرامطة المنافس الأكبر على مسمى المنطقة برزت الخط كمدينة رئيسة وأصبحت مدن هجر تتبع مدينة الخط وذكرها ابن المقرب بقوله: والخط من صفواء حازوها فما أبقوا بها شبراً إلى الظهران.
مدينة القطيف:
كانت القطيف من المدن الرئيسة في المنطقة وكانت معروفة فيما قبل الإسلام. قال الحموي: "هي مدينة بالبحرين هي اليوم قصبتها، وأعظم مُدُنها، وكان قديماً اسماً لكورة هناك غلب عليها الآن اسم هذه المدينة، وقال الحفصي: القطيف قرية لجذيمة عبد القيس، وقال عمرو بن أسوى العبدي:
وتَرَكنَ عـنـتـرَ لا يقـاتـل بـعـدَهـا أهل القطيف قتالَ خيل تنفعُ
ولما قدم وفدُ عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم قال لسيديها الجون والجارود، وجعل يسألهما عن البلاد فقالا: يا رسول الله دخلتها قال: نعم دخلتُ هجرَ وأخذت إقليدها، وكان نجدة الحروري أنفذ ابنه المطرح في خيل إلى عبد القيس بالقطيف ليتصدقهم فقتل المطرح في الحرب ثم انتصرت الخوارجُ عليهم، فقال حَملُ بن المُعَني العَبدي:
نصحتُ لعبـد الـقـيس يوم قـطِـيفـهـا *** فما خيرُ نُـصح قـيل لـم يُتـقـبـل
.فقد كان في أهل القطيف فوارس *** حُماة إذا ما الحرب ألقَت بكلـكـل"
وقال البكري: "القطيف: على بناء فعيل، من قطفت الثمر وهي إحدى مدينتي البحرين والأخرى هجر، وإلى القطيف انحاز الجارود بعبد القيس حين ارتدت بنو بكر واشتد حصار بكر للقطيف ولجؤاثى" انتهى.
ومنذ تاريخ الحكم العثماني من منتصف القرن العاشر الهجري تمكنت القطيف من التربع على منطقة الخط وهجر بعد أن درست هاتان المدينتين وأصبحت قرى الخط وهجر تنسب للقطيف والتي تمتد من صفوى حتى الظهران واستمرت كذلك حتى بدأت منافسة جديده مؤخرًا من قبل جزيرة صغيرة بحرية تسمى الدمام أزالت القطيف من المنافسة وامتدت على المنطقة بأكملها وأصبحت منطقة القطيف مجرد منطقة تمتد من صفوى حتى سيهات فقـط.
مدينة الدمام : مدينة حديثة أصبحت المنافس الجديد لمنطقة هجر التاريخية



