13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

المحلل الاقتصادي آل سيف محذراً: العملات الرقمية مقامرة وليست مُغامرة ووسيلة لاستنزاف أموال المستثمرين

حذّر المدرب والمحلل الاقتصادي ماهر آل سيف من التعامل مع العملات الرقمية، مؤكدًا أنها مجرمة من معظم البنوك المركزية في العالم.
ووصف سوق العملات الرقمية بأنه سوق متذبذب للغاية لا توجد معايير واضحة له ولا يوجد معيار علمي لصعود هذه العملات الرقمية وهبوطها.
وأضاف أنه سوق متأثر بالأخبار فقط، وأن السياق الطبيعي لتداول العملات هو أن تصدرها الحكومات، وتكون وسيطًا مقبولًا للتداول بين الناس، وبالتالي يتم تداولها على هذا الأساس، ملفتًا إلى أنها ليست عملة بالمعنى المتعارف عليه ولا يمكن بناء اقتصاد دولة اعتمادًا عليها.
وطرح عدة تساؤلات كثر الحديث عنها وهي العملات الرقمية كيف نضارب فيها؟ وهل نتعامل معها أم لا؟ وهل هي سلعة أم هي عملة؟، موضحاً أن العملات عامةً تتأثر بالتضخم العالمي بارتفاع الأسعار الناتج عن توفر السيولة بكمية كبيرة، والطلب يزداد، والتجار يزيدون الأسعار وترتفع وتقل أسعارها عندما ينخفض هذا التضخم، مؤكداً على أهمية طرح هذه الأسئلة ووضع علامة استفهام قبل التعامل معها وهل نستطيع أن نثق بها أم لا!
وأردف أن البعض يُسمي العملات الرقمية بالذهب الرقمي لأنه يثق بالذهب بشكل كبير ويتحوط به، وكل الحكومات تؤيده وتثق به، وكذلك البنوك تشتريه كي تحتاط به وقت الأزمات وهي ضد العملات الرقمية.
وأكمل: "قبل أن تتعامل مع العملات الرقمية عليك أن تُلِم بمعرفة هذه المعلومات، إذا كانت عملة لِمن؟ لأي دولة من الدول؟ هل هي من الدول الموثوقة؟ وهل هذه الدولة لديها مخزون من العملة يُحافظ على ما أملك من عملتهم؟ وهل هذه العملة سأشتريها مُقابل عُملتي؟ وهل تستطيع الدولة أن تُحافظ على عُملتها بالبيع والشراء؟ وهل سيُحافظ صاحب العُملة على سعرها قدر الإمكان إما بالارتفاع أو الانخفاض؟ وهل أحتفظ بها للمستقبل؟ وهل ستكون خاضعة لقوانين من خلالها أستطيع المقاضاة عند حدوث نصب واحتيال؟".
وشدد على ضرورة البحث ومعرفة معلومات عن الشركة التي لديها منصات للتداول وكيفية مقاضاتها قبل أن تتعامل معها كشركات الفوركس، لافتاً إلى أن هذه مُقامرة وليست مُغامرة.
وتطرق بالحديث عن المؤيدين والمعارضين للعملات الرقمية قائلاً: "المناضلون للحرية والمافيا وتجار المخدرات وغسيل الأموال والشباب الطامحون للثراء السريع والمضاربون يؤيدونها، بينما البنوك المركزية للدول تُعارضها حتى لا يفقد السيطرة على عملته ولا تفقد سيولة كبيرة من البلد وتخرج إلى الخارج، فهم يريدون النمو داخلها، وكذلك البنوك المحلية تعارض العملات الرقمية، ووجودها يلغي كثيرًا من التعاملات مع البنك ويخسّر".
وبيّن "آل سيف" أنا معرفة التحليل الفني والأساسي وفهم ذلك يكون تجارة وإذا لم يكن على معرفة وفهم لهذا السوق يكون حرامًا ومقامرة، موضحاً أنه عندما تتبنى العملات من قبل الحكومات نفسها وتضع لها قوانين تحافظ على استقرارها ويحافظ عليها البنك المركزي في الدول ويحدد سعر هذه العملة ويُحافظ عليها فقد يكون لها مستقبل، مشيراً إلى أنه إذا كانت شركات الفوركس لها أرباح خيالية حقيقية لكانت البنوك أول من انضم لها، محذراً من التعامل مع المنصات غير المعروفة التي توهم بكسب أرباح عالية والتي تحاربها الدول بقوة وقد تختفي تدريجياً عندما تصدر الدول عملات رقمية معترف بها وتسن لها قوانين تنظمها.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي قدمه "آل سيف" يوم الاثنين 28 يونيو 2021، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، تحت عنوان "العملات الرقمية"، وذلك ضمن سلسلة برنامجه الأسبوعي "دردشات اقتصادية"، برعاية من تطبيق كساء.



error: المحتوي محمي