13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

من الجارودية.. عبدالله الدار طبيب بدأ ببيع الأدوات الرياضية على إنستجرام.. وانتهى بعيادة خاصة بعد 10 أعوام

ينظر اليوم إلى بقية أحلامه بعد أن نال حلمه الأول الذي طوى سنين الدراسة طيًّا مملوءًا بالصبر سعيًا إليه، ولأن حلم افتتاح العيادة ما فارقه، ها هو اليوم يفتتحها بعد أن مضى بكل السنوات والحلم بحوزته ولا يفارقه.
سنة وستة أشهر في تجهيز حلمه بعد مواكبة الكثير من الصعوبات، إلا أن الدكتور عبدالله مسلم الدار لم يقف وسعى حتى شاء الله أن يجازي سعيه ويكافئ صبره بجميل عطاياه.
بداية الخطى
أنهى "الدار" مشواره الدراسي في عام ٢٠١٧م، ولم يترك مكانًا إلا واصطحب حلمه معه، سكّن الحلم قليلًا حتّى يتجهّز له تمامًا.
عبدالله طبيب أسنان لا يوجد حد لسقف طموحاته، واصل الدراسة وظلَّ غارقًا بالكتب والدفاتر حتى نال التميز في علمه وتخرج بشهادة تليق بحلمه، ولأن طريقه ما كان يخلو من دعوات والدته، كانت يداها تُرتب الطريق له كل ما عمّت عليه الفوضى.
يقول عن تميّزه في الطفولة: "في طفولتي كنت من الطلاب المتميزين بسبب اهتمام الوالدة بنا ومتابعتنا دائمًا ومتابعة واجباتنا الدراسية، وكذلك كانت هناك مساعدات دائمة من العائلة في مجال الدراسة والاهتمام بها".
وضع حلمه الأول وهو الطب، ومضى به يقول: "كان يوجد سؤال في أول سنة دراسية في الابتدائي يضعون بجانب اسم كل شخص التخصص الذي ينتمي إليه، فكان خياري الطب، وكان طب الأسنان في المرحلة الثانية، إلّا أنّني لم أوفق في القبول بكلية الطب حينها بسبب نقص بسيط في درجات التحصيلي، لكن الجميع شجعني على طب الأسنان، حيث كانوا يرون أن طب الأسنان هو المناسب لي".
عاد الشاب الطموح لصنع أحلامه من جديد، وهو يحمل كل شغفه مختارًا طب الأسنان، وما برِح خياره وظل يطهو ذاك الحلم في تأنٍ، عوّد دفاتره على ذكر الطب ومخيّلته على الرداء الأبيض.
يقول: "فكرة افتتاح العيادة جاءت من أيام الدراسة، وبعد التخرج تم البحث في الموضوع والتنسيق لذلك، حيث كان الهدف هو إنشاء عيادة تقدم خدمات عالية الحرفية لرفع الكفاءة في القطاع الخاص".
ولأن حلمه كان يتجهّز بمواظبة، أراد أن يتميّز بخدماته وعطائه.
طريق البداية
بدأ برسم الطريق، ولأن التجارب في السابق عند عبد الله كانت كثيرة، مضى دون قلق، يقول: "كانت لدي تجربة سابقة في التجارة هي التي جعلتني أتشجع لأخطو هذه الخطوة، وتوجه الدولة في تخصص طب الأسنان كان واضحًا ويحث على العمل الخاص".
وواكبت تجربته السابقة هوايته وهي كرة القدم، فتوجه للتجارة عن طريق يحبه ويهوى العمل به، ويوضح: "بدأت العمل في التجارة عام 2012 تقريبًا مع ظهور منصة إنستجرام، عن طريق توفير طلبات رياضية للاعبي المنطقة، خصوصًا كرة القدم، بعدها تم تأسيس محل العالم الرياضي كشريك مع السيد حسن الطويل (ابن عمتي)".
كان اختيار عبدالله لهذا الطريق موفقًا، حيث بدأ في هذا المجال بشيء يحبه وهذا الحب دفعه إلى الأمام وجعل نظرته للحياة واسعة وفتح آفاقًا كثيرة وأحلامًا كبيرة وظلَّ يُراقب كل حلم دون أن يمل، حتى وصل إلى أولى البدايات في طريق عمله وانغمس في الحياة، يؤدي دور مهنته كطبيب أسنان لدى مركز التأهيل الشامل بالدمام (معالجة المقيمين في المركز أصحاب التخلف العقلي)، وزادته الوظيفة خبرات عملية في تخصص من تخصصات طب الأسنان، وبهذا استعدّ حتى يكوّن ممرات عيادته.
عمل قبل افتتاح العيادة في مركز الفحص الموحد (تأكد) بالدمام وإلى الآن، وبعد أن رسم الطريق وفي مخيّلته ممرات العيادة والطاقم الطبي ولون الأبواب وكلّ ما بداخل ذاك الحلم، استعدّ له بكامل الحب وبوافر الطاقة وبدأ برسم خططه وسعيه.
وتابع: "أسعى لأن تكون العيادة مميزة بالخدمات التي تقدمها للمجتمع بجودة عالية، بعيدًا عن مجال التجارة، والسبب يعود لزيادة أمور التجارة في هذا التخصص بدون الاهتمام بالجانب الطبي".
صعوبات المنتصف
واجهت "الدار" بعض الصعوبات، أوقفته قليلًا لكنّها لم تنهي حلمه أبدًا، كان العام الماضي، عام ٢٠٢٠ عام حرب بين المريض وبين ذاك الفيروس وبين الحالمين أيضًا، فبعد الانتهاء من البنية الإنشائية للعيادة بدأت أزمة كورونا في الظهور، وأعاقته عن ممارسة عمله وعن ترتيب بقايا حلمه، فأخذ حلمه وركنه على الجانب حتى تنتهي هذه الأزمة ويكمل.
نهاية الطريق
ورغم أن النهاية كانت من طريق صعب، إلّا أن عبد الله لم يسترح وأكمل آخر ما تبقّى له، وبدأ يواجه صعوبة اختيار الكوادر، والحلم الكبير بحاجة إلى طاقم طبي جدير بالثقة، لكن وبحمده تم تجاوز الأمر باختيار طاقم كفيل بإنشاء عيادة واسعة الخدمات.
الوصول إلى مرحلة الافتتاح
وصل "الدار" أخيرًا إلى ما كان ينتظره، وأزاح تعبه بعد أن رأى سعيه أمامه، يقول: "عيادة خاصة تعني استقلالية، ولكن الفكرة ليست بامتلاك عيادة خاصة، الهدف هو تقديم خدمة مميزة للعملاء تجعلنا خياره الدائم".
ولأن حبه للطب واسعًا، قدّم كل ما يستطيع من أهداف وسعى كثيرًا حتى تكون عيادته الخيار الأول.



error: المحتوي محمي