13 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

جزيرة تاروت تفقد رمزًا للأخلاق والعطاء النبيل

إذا سطر المجتمع كلماته عن شخصية وأبدت الشرائح المجتمعية المحيطة التحدث عن سيرة تلك الشخصية العلمية والعملية وأفصحت عن عطائه الفكري، وعن مشاركاته الخيرية والإنسانية في خدمة أهالي مجتمعه، وعن العديد من إسهاماته المادية والمعنوية في العمل التطوعي وقيامه بأعمال عظيمة في فعل الخير وبناء المجتمع الصالح والنافع لأمته ووطنه.

وإذا ما تأكد هذا الحديث المتداول في النسيج الاجتماعي بكل أطيافه، وهو حقيقة واضحة كالشمس المشرقة وليس مجرد عاطفة من البشر تجاه ذلك الشخص بعينه، ومتى أشير بالبنان إلى تلك المعلومة الواضحة بالتعبير الصادق الذي انبثق جذره وأصله من المجتمع فهو دليل على مدى الدرجه العالية من الوعي والثقافة التي يمتلكها ويتحلى بها أبناء ذلك المجتمع وفاء وإخلاصًا لبني جلدته، وهي من الصفات الحميدة متى ما وجدت في مجتمع ما؛ ارتقت بالفرد وبالجماعة ونظمت التعامل بين الناس أنفسهم في إعطاء كل ذي حق حقه بالأداء الحسن والكلمة الطيبة.

هذه الروح والقيم في المجتمع سوف تنتقل من جيل إلى آخر لتغرس المفاهيم الحسنة بين المجتمعات بحياة ذات بصيرة ووعي، تبقى آثارها متماسكة صلبة طول الأزمان.

شخصيتنا في هذا الحديث رجل مؤمن من أهالينا بجزيرة تاروت هو الفقيد المرحوم الشيخ الفاضل الحاج إبراهيم بن مهدي المحاسنة والذي تميزت حياته - رحمه الله - بصفات ومآثر حميدة وعطايا فاضلة، أضاء الساحة التعليمية والتربوية، معلمًا ومدرسًا تربويًا، حصد العديد من الطلبة من ثمار عطائه وأصقل في الأجيال إبداعاتهم وتميزهم، إذ زرع فيهم حب العلم والإيمان والأخلاق الفاضلة والثقة بالنفس ومواهب جميلة رائعة، ولازم درب العطاء في الساحة الدينية الزاهرة، حيث كان صوتًا شجيًا مباركًا صدح بحب محمد وآله، وقارئًا القرأن الكريم ومرشدًا دينيًا في فرائض الحج والعمرة وقارئًا للأدعية المأثورة لشهر رمضان المبارك وخاصة ليالي القدر.

فقيدنا الراحل رسم خطًا ببصمات ثمينة وخدمات جليلة وقد كسب بأسلوبه المميز وحسن تعامله صدق محبة الناس واحترامهم مما كان له الأثر الواضح في حياته بالتفاف الناس حوله، وقد وضح ذلك في يوم مماته؛ حيث احتشد الكثير من أهالي الجزيرة وأهالي المدن الأخرى من المحافظة لحضور مراسم التشييع ومن ثم مجالس العزاء.

وكان الراحل السعيد المؤمن الشيخ والمعلم نعم الرجل المعطاء المثابر والإنسان الخلوق والصادق، أسفنا لفقده، فهو علم بارز، ورمز للعطاء، ونحن لفقده الذي أسكته وأسكنه الممات أصابنا جميعًا بالألم والحزن (وإنّا لله وإنّا إليه راجعون).


error: المحتوي محمي