أعادت الفعالية الصحية الكبرى التي نظّمتها جمعية تاروت الخيرية في واجهة سي فرونت القطيف يومي الجمعة والسبت 5–6 ديسمبر 2025م ملفّ الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية إلى الواجهة، بعدما رصدت الفحوصات العشوائية للزوار حالات ضعف نظر لدى عدد من الأطفال، أشارت فيها المعطيات الأولية إلى ارتباطها المباشر بطول فترات استخدام الآيباد، وما يسببه من إجهاد بصري مبكر يستدعي المتابعة الطبية.
وانطلقت الفعالية بحضور واسع توافد منذ الساعات الأولى، حيث سيطر ركن اعرف أرقامك التابع لفريق التطوع الصحي بشبكة القطيف الصحية على المشهد الصحي، بعدما استقطب وحده ١٣٩٣ زائرًا خلال يومين، وشارك في تنظيمه ٢٠ متطوعًا ومتطوعة عملوا على تقديم باقات من الفحوصات والإرشادات.
وقدّم فريق الركن سلسلة من الفحوصات الحيوية؛ أبرزها ٣٩٠ فحصًا للهيموغلوبين أظهرت تفاوتًا في نسب الدم عند عدد من الزوار، إلى جانب قياسات دقيقة لمؤشرات الجسم الحيوية وتوجيهات صحية مباشرة للزائرين من مختلف الأعمار.
وركّز المسار الصحي على فحص النظر الذي نفذه فريق مستشفى العيون بالظهران عبر تشغيل محطات متعددة تستقبل الأطفال والبالغين، حيث أجرى الفريق ما يقارب ٥٧٠ فحصًا بصريًا، ليكتشف حالات لافتة بين الأطفال بدت مبدئيًا ناتجة عن الاستخدام الطويل للأجهزة اللوحية، وتم توجيه أولياء الأمور إلى أهمية المتابعة المتخصصة لضمان عدم تطور الحالة أو تأثيرها على مستوى الرؤية والتعلم.
وتقدّم الأطباء والممارسون الصحيون التابعون لعدد من مستشفيات وعيادات المنطقة إلى الزوار بتخصصات شملت العظام، والبصريات، والأسنان، والنساء والولادة، وأعصاب الأطفال، حيث قدّم كل ركن خدمات توعوية عملية باستخدام النماذج التعليمية ومجسمات العظام ومحاكاة الفحوصات، في مشهد عكس تداخلاً صحيًا متكاملاً استقطب اهتمام الأسر ورفع مستوى وعيهم بما يتعلق بصحتهم وصحة أطفالهم.
وشهدت الفعالية حراكًا صحيًا متواصلًا، حيث انتشرت الفرق الطبية والتمريضية بين طاولات الفحص تتابع الحالات وتقيس المؤشرات، وتقدم النصائح الغذائية ونصائح النشاط البدني، وتشرح مخاطر الأجهزة الذكية على النظر وعلى السلوك الصحي العام.
وتعددت المواقف التي شهدت تفاعلًا إنسانيًا بين المتطوعين والزوار، خصوصًا كبار السن الذين وجدوا في الفعالية فرصة للوصول السهل إلى الفحص والتوعية.
وافتتح رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية زهير الوحيد ونائبه ورئيس لجنة الاحتياجات الخاصة الفعالية بمشاركة عدد من أعضاء الجمعية وشخصيات اجتماعية، حيث تجوّلوا في الأركان الصحية والتوعوية والفنية، واطّلعوا على الأنشطة التعليمية المقدمة للأطفال، التي شملت ورشًا تطبيقية في التشكيل والأعمال البسيطة والتجارب العملية، إضافة إلى أركان تدريبية تعنى بمهارات الحياة اليومية لذوي الإعاقة.
وأوضح رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة شفيق آل سيف أن الفعالية جسّدت التزام الجمعية بتمكين فئة ذوي الإعاقة وإشراكهم في الفضاء العام جنبًا إلى جنب مع بقية أفراد المجتمع، مؤكدًا أن الأركان الصحية لعبت الدور الأبرز هذا العام، بعدما رفعت مستوى الوعي لدى الأسر، وساعدت في الكشف المبكر عن حالات تحتاج متابعة، خصوصًا ما يتعلق بصحة النظر والهيموغلوبين.
وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية زهير الوحيد لـ «القطيف اليوم» أن الجمعية ماضية في توسيع مظلة الخدمات النوعية وتفعيل الشراكات الصحية والمجتمعية، موضحًا أن اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة يشكّل فرصة لإبراز قدراتهم وحقوقهم، ودعم مبادرات تحفظ لهم حياة صحية كريمة وتضمن اندماجهم الفاعل في المجتمع.
واختُتمت الفعالية بأجواء تفاعلية شهدت توافد الأسر حتى الساعات الأخيرة، فيما تركت الفحوصات الصحية والأركان التوعوية أثرًا مباشرًا على الزوار، وأسهمت في رفع مستوى الوعي، وأعادت النقاش الصحي حول الأجهزة الذكية والنظر وصحة الأطفال إلى الواجهة مرة أخرى، مؤكدة أن المبادرات المجتمعية حين ترتبط بالجانب الصحي فإن أثرها يتجاوز الفعالية ليصل إلى البيوت والأسر والمجتمع بأكمله.















