عندما أتصفح ما يكتب في المواقع المحلية - ومنها القطيف اليوم - الذي فيه ثلة محترمة من الأدباء والكتاب ألاحظ حدة في طرح بعض القضايا الاجتماعية! هذه الآراء وغيرها يطرح من باب حرية تعدد الآراء.
من الدِين اللطف واللّين والمحبّة والرحمة. اللطف يعطي الأصمّ آذانًا والأعمى عينًا والمبغض محبة "المدارات نصف الدين"!
من يكتب لا بد أن يدرك أنه لا يملك سلطة ولا ولاية على الناس سوى الكلمة الطيبة والرأي الذي قد يصيب وقد يخيب. لا بد أن يدرك أن هناك ما يقال وما لا يقال وما كل ما قيل حضر أهله.
ابدي رأيك بلطف فإن الله سبحانه وتعالى قال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ }! قال ذلك للنبيّ محمد صلى الله عليه وآله وليعطينَا درسًا في تخفيف حدة طرح الرأي المخالف ويحببنا في الكلمةِ الطيبة والحوار الهادئ!
إذا كنت من الجيل الذي كبر لازمك أن تعرف أن الكلمة تتغير والأسلوب يتبدل فما عاد الجار كما في زماننا يزعم أنه يستطيع أن "يمون" على جاره أو ابن حارته فقط لأنه أكبر منه سنًّا! أن يقول له ما يشاء، أو يرشده كيفما يشاء!
أنا من الذين يحمدون الله مليون مرة أن تلك السلطة الاجتماعية تغيرت وخفت حدتها فإن للتربية أصول ومقاربات. الأب هو المسؤول الأول وليس الجار الذي لا يعرف أسرار الدار.
أي نعم، الإرشاد مطلوب والأمر بالمعروف والتوجيه مطلوب لكن ذلك له أساليبه ومقتضياته. جفاف وقسوة الكلمات تدفع القراء نحو الابتعاد والانفضَاض عن الفكرة وإن كانت في أصلها محقة. ثم إذا حصل ذلك تركَ وابتعد القراء عن كل المواضيع التي تحمل ذات الهدف.
عزيزي الكاتب والكاتبة: أنت لا تستطيع أن تغير سلوك ابنك أو حفيدك الذي "تمون" عليه فما بالك بالبعيد؟ أنا وأقراني أحيانًا نسِم من هم أصغر سنًّا منا بنقص المعرفة والخبرة وعدم الاستماع. هذا صحيح في حالات وليس في كل الحالات! كم من شاب وشابة لديه معرفة وخبرة وتجارب أعظم من الأكبر سنًّا؟
إذا استطعتَ أن تسأل شابًّا عما إذا كان يقرأ ما يُطرح من آراء سوف تعرف أن أغلب الشباب يهتمون لما يطرح من قضايا اجتماعية! خاطبهم بالحسنى والكلام الذي يسحر القلوب والآذان، ربما وأقول ربما يفتح لك بعضهم قلوبهم وعقولهم!
لو كنا نعرف مشاكل الشباب واهتماماتهم ما أنحينَا عليهم باللوم والعتاب فلم تعد الحياة بسيطة قليلة التشويش مثل أيامنا! لذلك لنجعل خطابنا مشوقًا جاذبًا قدر الإمكان، يتناول مواضيع تهمّ القرّاء ويفتح لهم نافذة فكرية بلغة هادئة. عكس ذلك نحن ندمر العلاقة بين عموم القراء وخصوصًا الشباب منهم!



