أجزم لو أننا سألنا آباء وأمهات الطلاب المتفوقين الذين ينشر أسماءهم موقع "القطيف اليوم" وغيره من المواقع كيف صار هؤلاء أذكياء؟ يتنافسون في مسابقات عالمية ويحصلون على مراكز متقدمة؟ لكان جوابهم في كلمة واحدة: أبناؤنا أو بناتنا "يقرأون"! استغربتَ؟ لا تستغرب فالأمر بهذه السهولة، ليس سحرًا ولا وصفة صيدلية!
من المحتمل أنك سمعت عن مصطلح "دودة كتاب" أو bookworm؟ هو مصطلح يطلق على الشخص الذي لديه ولع بالكتب والمكتبات، ويقضي جل وقته في قراءة الكتب. قد لا يكون الطلاب والطالبات المتميزين من هذا الصنف لكنهم - حتمًا - يقرأون أكثر، مقارنة بأقرانهم.
فكرة أننا نستخدم جزءًا يسيرًا من أدمغتنا هي مجرد خرافة. في الواقع، يعتقد العلماء أننا نستخدم أدمغتنا بالكامل يوميًا. إذا استخدمنا دماغنا بالكامل نستطيع حل أغلب المشكلات ويبقى في العالم القليل من الألغاز لن نتمكن من حلها أبدًا.
قد يكون للدماغ حدود وقد لا يكون، لكن هناك طرق لتعزيز قدراتنا المعرفية فلماذا لا نجربها؟ أبسط وأسهل عمل نستطيع فعله هو القراءة وتوسيع المعرفة. لا شك أن شباننا وشاباتنا يقرأون ويسمعون ويشاهدون لكنها قراءة ومشاهدة سطحية تائهة دون ربط بموضوع معين!
إذا كانت التمارين الرياضية نافعة للجسم فماذا عن العقل؟ هل له تدريب؟ من المؤكد أنه لم يُخترع بعد جهاز يستطيع تقوية وتنشيط العقل! لكن الكتاب والتفكير العميق والجدل المنطقي يقوي العقل.
لو سألتَ شابًّا السؤال التالي: هل تؤدي تمارين رياضية بانتظام؟ سوف يستغرب من السؤال ثم يجيب: نعم، بكل تأكيد! لماذا؟ يجيبكَ: أقوي جسمي وأعطيه مناعة وحصانة من المرض. هل تقرأ؟ من المحتمل أن يقول: لا أقرأ، أو أقرأ لكن ليس بانتظام! الكبار في مجتمعنا يغرينا تقطيع الوقت في الأحاديث الهامشية. في دول أخرى يحملون كتابًا. شاهدتُ ذلك عندما كنت في الدراسة أو في رحلات شخصية. ليست كتبًا ذات قيمة عالية بالضرورة، رواية أو ما شابه، لكن عادة القراءة في حد ذاتها عادة رائعة.
وجدت طريقة سهلة للقراءة بحيث يستطيع كل أحد أن يحمل مكتبة ضخمة في جيبه أينما ذهب! من لديه هاتف محمول يستطيع تحميل نسخ مجانية لمعظم الكتب من الشبكة العنكبوتية بصيغة pdf. كتب لا تأخذ مكانًا ولا وزنًا في السفر!
أشياء ثمينة نشتريها بالجملة لأبنائنا وبناتنا في الشهر أو السنة؛ ملابس، لعب، أجهزة إلكترونية، دراجات، سيارات، هدايا تكلف مبالغ ضخمة. نستطيع أن نشتري ثلاثة كتب كل شهر. في الهدايا تكريم مادي أما الكتب فهي تكريم من العقل إلى العقل!
في الحقيقة ليس التميز والذكاء حلمًا بعيد المنال لا يناله إلا ذوو الهمم العالية والحظوظ العظيمة! هو حلم بسيط جدًّا، يوجد في كتاب من أقرب مكتبة. من المرجح أن الطلاب المتميزين لا يأتون بالضرورة من العوائل الثرية بالمال، إنما هم الذين يقرأون أعلى درجات من الذين لا يقرأون.



