وأنا في مدينة الرياض، أتصفح موقعَ «القطيف اليوم» لفت نظري عنوانٌ هو التالي: «رحيل مدرب الأجيال».. البحاري تودع مهدي العوى بعد مسيرة وفاء رياضي امتدت لثلاثة عقود. ذكرني المقال المختصر المفيد عن حياة المرحوم الذي توفاه الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة، السادس عشر من أيار/ مايو 2025م، الموافق 18 ذو القعدة 1446 هجرية، بأيام زمان. أيام الكرة والطفولة والشباب حين يجتمعان! كيف كنا وأين نحن؟
أيام زمان؛ نلمّ قرشَا وقرشين، ربع ريال ونصف ريال، ونشتري كرة أقصى قيمتها عشرة ريالات. نجمع صبيان الحارة الملحان ونكتب الأسماء؛ التعاون اسم الفريق، الكابتن أحمد، الرئيس علي، أمين الصندوق زكي، السكرتير جواد، إلخ.
نتفق مع الفريق الأقرب أن نخطط أرضًا مهملة أو مزرعة فارغة أو ملعب المدرسة بصبغ أبيض أو جبس. نضع خطوط الحدود حول الملعب. الشبكة خشبتان على بعد مترين وعارضة بارتفاع نطة أطول لاعب، ويبدأ مشوار المرح. كل الجهد لا يتعدى خمسين إلى مائة ريال والمباراة تنتهي عشرة أهداف بواحد ولا أحد يزعل. زملاء في طابور المدرسة اليوم التالي.
راتب اللاعب ليس مليون دولار في الشهر ولا قيمة انضمامه للفريق مائتا مليون! أغلى لاعب أجرته سندويشة. الفنايل والهافات من دكان عبد الله، جارنا صاحب البسطة في السوق. الإعلان كلمة فم. الدعاية كتابة على حائط الجيران: يعيش نادي (…)! الدعاية المضادة التي تسقط الخصم قبل المباراة عبارة بالطبشور الأبيض على حائط الجيران: يسقط فريق (…)!
لم نعرف برشلونة ولا ريال مدريد وليفربول. لا شيء اسمه تعصب رياضي. نشجع أولاد حارتنا، يلعبون مقابل أقرب حارة، لا نشتم، لم نسبّ، لم نتضارب بالأيدي والأرجل، يفوز من يفوز ويخسر من يخسر. لا حدود لوقت اللعب سوى أن تغيب الشمس أو يتعبنا البعوض. عشرة أو خمسة لاعبين يكفي!
كأس الفوز من سوق الدمام، رئيس النادي يأخذ سيارة تاكسي ساعتين، يوصي على كأس الفوز شرط ألا يكون غاليًا. يحتفظ الفريق الفائز بالكأس حتى المباراة التالية التي يخسر فيها. التذاكر مجانًا، والكراسي بالأسبقية، قريبة كلها من خط الملاعب.
ملائكة؟ لا لا! أبدًا، بالمطلق! فقراء أبناء فقراء، يلعبون في زمن البساطة والبراءة، يعطون دروسًا للكبار في زمن التقدم والمباريات القوية التي تكلف ملايين الدولارات. كل الحكاية وما فيها جلدة مملوءة بالهواء، يركلها شخص ليس خالك ولا أخوك ولا عمك ولا ابنك. له الملايين وعليك الصراخ وارتفاع ضغط الدم! لماذا تتعصب؟ لا أنت خاسر ولا أنت رابح! الرياضة تقرب ولا تبعد.
تغيرت الدنيا وتغير ملعبنا ومات أغلب الصبيان. الرحمة لمن عبر الضفة من الجيل القديم. أيام زمانهم كانوا فتيانًا يلعبون الرياضة لأنها رياضة ومرح، والآن الرياضة تجارة وشطارة!
أخي القارئ وأختي القارئة: لا تكتفي بالوقوف على خط التفرج. مارس الرياضة قدر ما تستطيع. اهتم بصحتك. الصحة أكبر نعمة. شجع من تحب ولا تتعصب.
أيام زمان؛ نلمّ قرشَا وقرشين، ربع ريال ونصف ريال، ونشتري كرة أقصى قيمتها عشرة ريالات. نجمع صبيان الحارة الملحان ونكتب الأسماء؛ التعاون اسم الفريق، الكابتن أحمد، الرئيس علي، أمين الصندوق زكي، السكرتير جواد، إلخ.
نتفق مع الفريق الأقرب أن نخطط أرضًا مهملة أو مزرعة فارغة أو ملعب المدرسة بصبغ أبيض أو جبس. نضع خطوط الحدود حول الملعب. الشبكة خشبتان على بعد مترين وعارضة بارتفاع نطة أطول لاعب، ويبدأ مشوار المرح. كل الجهد لا يتعدى خمسين إلى مائة ريال والمباراة تنتهي عشرة أهداف بواحد ولا أحد يزعل. زملاء في طابور المدرسة اليوم التالي.
راتب اللاعب ليس مليون دولار في الشهر ولا قيمة انضمامه للفريق مائتا مليون! أغلى لاعب أجرته سندويشة. الفنايل والهافات من دكان عبد الله، جارنا صاحب البسطة في السوق. الإعلان كلمة فم. الدعاية كتابة على حائط الجيران: يعيش نادي (…)! الدعاية المضادة التي تسقط الخصم قبل المباراة عبارة بالطبشور الأبيض على حائط الجيران: يسقط فريق (…)!
لم نعرف برشلونة ولا ريال مدريد وليفربول. لا شيء اسمه تعصب رياضي. نشجع أولاد حارتنا، يلعبون مقابل أقرب حارة، لا نشتم، لم نسبّ، لم نتضارب بالأيدي والأرجل، يفوز من يفوز ويخسر من يخسر. لا حدود لوقت اللعب سوى أن تغيب الشمس أو يتعبنا البعوض. عشرة أو خمسة لاعبين يكفي!
كأس الفوز من سوق الدمام، رئيس النادي يأخذ سيارة تاكسي ساعتين، يوصي على كأس الفوز شرط ألا يكون غاليًا. يحتفظ الفريق الفائز بالكأس حتى المباراة التالية التي يخسر فيها. التذاكر مجانًا، والكراسي بالأسبقية، قريبة كلها من خط الملاعب.
ملائكة؟ لا لا! أبدًا، بالمطلق! فقراء أبناء فقراء، يلعبون في زمن البساطة والبراءة، يعطون دروسًا للكبار في زمن التقدم والمباريات القوية التي تكلف ملايين الدولارات. كل الحكاية وما فيها جلدة مملوءة بالهواء، يركلها شخص ليس خالك ولا أخوك ولا عمك ولا ابنك. له الملايين وعليك الصراخ وارتفاع ضغط الدم! لماذا تتعصب؟ لا أنت خاسر ولا أنت رابح! الرياضة تقرب ولا تبعد.
تغيرت الدنيا وتغير ملعبنا ومات أغلب الصبيان. الرحمة لمن عبر الضفة من الجيل القديم. أيام زمانهم كانوا فتيانًا يلعبون الرياضة لأنها رياضة ومرح، والآن الرياضة تجارة وشطارة!
أخي القارئ وأختي القارئة: لا تكتفي بالوقوف على خط التفرج. مارس الرياضة قدر ما تستطيع. اهتم بصحتك. الصحة أكبر نعمة. شجع من تحب ولا تتعصب.



