15 , مايو 2025

القطيف اليوم

في عالمٍ يضج بالمسؤوليات.. الاختصاصي الراشد يوقظ مشاعر الحب بين الأزواج في بر سنابس

أكّد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أهمية وعي الزوجين بأدوارهما في تطوير العلاقة الزوجية، من خلال اكتساب مهارات العاطفة الناعمة وتعزيز الفهم العميق للمشاعر المتبادلة بينهما، باعتبارها مفتاحًا لاستمرار الحب، مشيرًا إلى أن الاختلافات أمر طبيعي، ما دامت تُدار بوعي يفتح المجال أمام فرص عاطفية تحمي العلاقة من التوترات المهددة للحب.

جاء ذلك خلال محاضرته بعنوان “كيف يستمر الحب؟”، التي قدمها ضمن سلسلة المحاضرات التثقيفية التي ينظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، مساء الثلاثاء 6 مايو 2025م، في قاعة المحاضرات بالجمعية، وسط حضور 23 من المتزوجين والمتزوجات والمقبلين على الزواج.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها عضو مركز سنا حسين آل خيري، أعقبها استعراض السيرة الذاتية للمحاضر، متضمنة أبرز إنجازاته العلمية والمهنية في مجال العلاج والإرشاد النفسي.

وخلال اللقاء، فتح الراشد باب الحوار مع الحضور لمناقشة مستوى علاقاتهم الزوجية، كما أتاح الفرصة لعدد من الحضور لعرض تجاربهم الممتدة لعقود، والتي رغم طولها ما زالوا يسعون من خلالها لتعزيز المودة والاستمرارية، في ظل عالم تتزاحم فيه المسؤوليات والانشغالات.

وقدم الراشد مرتكزات لبناء بيت يغمره الحب، مؤكدًا أن العلاقة الزوجية السوية تقوم على الالتزام والثقة المتبادلة، وتُبنى عبر معانٍ مشتركة، وطقوس للتواصل، وحديث فعّال يقلل من التوتر، ويساعد كل شريك على دعم حلم الآخر. كما شدد على أهمية إدارة الخلافات بمرونة، عبر تفهم وجهة نظر الطرف الآخر، وتهدئة الغضب، ما يؤدي إلى تغيير إيجابي في منظور العلاقة والوصول لمرحلة الاعتزاز بالشريك.

واعتبر الراشد أن الحديث عن الحياة الزوجية هو حديث عن أعظم العلاقات الإنسانية، نظرًا لما تُحدثه من تحولات جوهرية في حياة الزوجين، مستندة إلى “الميثاق الغليظ” الذي وصفه الله في كتابه، والذي يقوم على الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان.

وعرض في محاضرته دراسة توضح العلاقة بين الزواج والسعادة، مبينًا أن المتزوجين أكثر سعادة من غيرهم، لكن هذه السعادة قد تتناقص بمرور الوقت نتيجة التعود، ما يتطلب بذل مجهود للحفاظ على استمراريتها.

كما تطرّق إلى العوامل المؤثرة في قرارات الأفراد بعلاقاتهم، مثل الكُلف والفوائد والعدالة المتبادلة، موضحًا أن تحقيق التوازن يؤدي إلى الرضا النفسي، مؤكدًا أن العواطف تلعب دورًا رئيسيًا في تشكيل مشاعر الحب والألفة.

وأشار إلى أن التاريخ الشخصي للزوجين — بما يتضمنه من تجارب سابقة — قد يؤثر على علاقتهما، إضافة إلى الضغوط الاجتماعية الناتجة عن توقعات الأسرة والمجتمع، وضرورة الوعي بالاحتياجات النفسية مثل الأمان، والانتماء، والتقدير، والظروف الخارجية كالوضع المالي والتغيرات الحياتية.

وفي ختام المحاضرة، كرّمت إدارة الجمعية ممثلة في نائب الرئيس عبدالله آل فردان، وبحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة ومركز سنا، الاختصاصي النفسي ناصر الراشد، تقديرًا لجهوده وتعاونه المستمر مع الجمعية.

Uploaded Image

Uploaded Image

Uploaded Image


error: المحتوي محمي