01 , يونيو 2025

القطيف اليوم

خلاصة الرأي في كُتَّاب «القطيف اليوم»!

كثيرًا ما يجري الكلام بيني وبين أصدقاء وأقارب عن فلان الذي يكتب أو فلانة التي تكتب في موقع «القطيف اليوم». فلان مقالاته طويلة، فلانة في كتابتها فوائد قليلة، فلان لا بأس بمواضيعه! أنا دائمًا أقول: إن كل من نذكرهم من الكتّاب هم “هواة”، يكتبون في أوقات فراغهم، عن تجاربهم وآرائهم الشخصية. لا أعرف أحدًا من الكُتّاب لديه صفة “كاتب”.

نحن يا جماعة: كُتّاب بسطاء؛ نكتب عن الجار في حارتنا القديمة، عن فلان الذي سافر من حارتنا، عن فلان الذي تزوج، عن فلان الذي مشينا معه وقطعنا السنوات ومات، عن عائلتنا، عن أمهاتنا وآبائنا. تأتينا الفكرة في الليل مثل السكارى وتذهب حين نَستيقظ في الفجر، ليس إلا!

من المؤكد أنه يوجد كُتّاب لديهم قدرات أفضل منا، الذين نزعج الناس كلّ يوم بالغثّ والسمين، إن كان من سمين يُرتجى، لكن هؤلاء المثقفين يزهدون في مشاركة أفكارهم، ما العمل إذن؟! هؤلاء الكُتّاب “الهواة” يشدّ بعضهم أزر بعض، ويشجع بعضهم بعضًا، لكي يخرج أفضل ما عنده، ويُنفّس عن نفسه، بانتظار أن يأتي من هو أفضل!

دائمًا ما يخطر في بالي وجه الشبه بين الفكر والسوائل، من حيث القدرة على السيلان والجريان. لا بد للكاتب أن تكون لديه أفكار راقية ثم القدرة أن يسيّل الفكرة، واحدة تلو الأخرى، بالقلم على الورق إلى عقل القارئ. هذا لن يحدث إذا لم تجتمع الفكرة الراقية والأسلوب لدى “الكاتب”! أغلبنا “الهواة” قد لا نملك الفكرة، وإن كانت لدينا الفكرة قد لا نملك القدرة على التعبير السلس الشيّق الذي يوصل الفكرة لعقل القارئ دون تشويش وبتشويق!

“هاوي” amateur، والهاوي هو مَن يعشَقُ نوعًا من العمل ويزاوله دون أن يكون حرفة يعتاش منها. الكتابة درجات، أعاليها في السحب ونحن في أول درجة، أما “الكاتب” فهو الذي يصعد أعلى الدرجات، أو كلها. أنا “بصراحة” أسرق كلمةً من هنا وفكرةً من هناك حتى تمتلئ السلال، ولو عاد الزمان بي -شخصيًا- ما تعلّقت بهذه الهواية، إنما أختار الفراغ والجلوس في المقاهي وأترك الكتابة لغيري، الذي لديه القدرة أن يملأ العقول!

بجدّ، نعم بجدّ؛ عندما تمارس هذه الهواية “السخيفة” تأتيك بعض العناوين في الأحلام. تفيق من النوم وتسأل: من يناديني؟ ذهبت الفكرة وذهب النوم معها! صلاة ركعتين، قراءة صفحة من القرآن الكريم، تصفح كتاب، أي شيء أفضل، لكن متى انتهى “كاتب” من الكتابة؟

أخي -أختي- الذي تفكر أن تكتب: في دنياك مليون هواية وعمل أمتع وأسهل من هذه الهواية. اكتب في خاطرك، اكتب في أوراق دفاتِرك العتيقة، اكتب على أوراق الأشجار وعلى الأحجار، لكن لا تشاركها غيرك! كلنا راحلون! راحلون ويبقى الحبر على الورق! أعظم مشكلة في الكتابة أنها تصبح مسؤولية وأمانة إذا شاركتها غيرك!

رسالتي لكم “الهواة”: اكتبوا، اكتبوا، اكتبوا، واطلبوا من القرّاء أن يسامحونا ويقبلوا اعتذارنا ولا يضجروا منا! سوف تجدون في الناس من يشجع، ومن ينتقد، ومن يسخّف، ومن لا يهتمّ!


error: المحتوي محمي