06 , أبريل 2025

القطيف اليوم

ستون سنة وما فوق.. كم عيديتكم في ذلك الزمان؟

ها قد وصلنا شهر نيسان/ أبريل، أحد أشهر فصل الربيع، فيه يحيا الزرع والإنسان.

القارئ الكريم، كم تعطي أولادك وأحفادكَ عيدية؟ هل يتأمل الصغار قليلًا في مبلغ العيدية؟ قليل أم كثير؟ كم يشتري؟ يدخرونه أم ينفقونه في الحال؟ دون مكابرة قلت لحفيدي إنني كنت أفرح كثيرًا عندما أحصل على نصف ريال، أو عشرة قروش، عيدية من أحد الأقارب، وفي نهاية نهار يوم العيد هذا كل ما أجنيه.

بعض الأصدقاء من جيلي منهم من قال كان يحصل على قرشين، منهم من قال أربعة قروش، ومنهم من كان أكثر بقليل. نحن جيل "خلطة" رأينا كثيرًا من التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وحان الوقت ليعرف أحفادنا بعض "الخلطة" وبعضًا من تاريخنا.

دروس الحياة:
الاقتصاد نصف المعيشة.
لا نعمة تدوم ولا بؤس يدوم.
الأيام مثل دولاب يداولها الله بين الناس.
بالشكر تدوم النعم فما هو الشكر؟
إذا بقيتم أحياء طيبين كل شيء يتغير ويتبدل. 
السيارات الفخمة والدراجات النارية السريعة ليست بديلًا عن التعليم.

من الطبيعي أن تكبر العيدية لأنها مثل غيرها يتحكم فيها التضخم -  Inflation - والقوة الشرائية ودخل الأسرة والبذخ الاجتماعي. تتغير الحياة وتتبدل فإذا أرخت واستراحت لجيلٍ أو مجتمع شدّت وخشنت لغيرهم والعظة أن يأخذ الإنسان من يوم الشدة ليوم الرخاء. ماذا جاء في سورة النبي يوسف عليه السلام في تفسير رؤيا الملك عن البقرات السبع السمان والبقرات السبع العجاف، والسنبلات السبع الخضر والسنبلات السبع اليابسات؟ بماذا نصحه يوسف؟

عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "إن لله عبادًا اختصهم بالنعم، يقرها فيهم ما بذلوها للناس، فإذا منعوها حولها منهم إلى غيرهم". يمكننا أن نبني بيتًا من الطوب والحجارة أو الرخام الفاخر، لكن الفكر الاجتماعي والاقتصادي والعلمي من يبني البيت الأسري الفاخر.

كثيرًا ما تأخذنا العواطف ونعطي أبناءنا أشياءً لم نحصل عليها في زماننا؛ سيارات، أدوات إلكترونية! كلَّا! هذا لا يغني عن بذر البذور العلمية والروحية فيهم بدقة وعناية. أنا دائمًا يخيل لي أن الأبناء مثل الشجرة إذا منعتَ عنها الماء ماتت وإذا أكثرت منه يضرها.

الدراسات التربوية تكرر التحذير من الدلال المفرط للأطفال وأنه يضر بشخصيتهم النفسية والجسدية، لكن أين من يسمع هذه التحذيرات؟ وإن سمع كيف السبيل للتوازن؟ فليكن التوازن في التربية وبذل الجهد في التعليم أفضل عيدية نهديها لهم كل يوم!

وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا * عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن * يُعَلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ

  ٠٠أبو العلاء المعرّي٠٠


error: المحتوي محمي