
يفعل الله ما يعجز عنه الناس!
سبحان الله ألا يأخذك العجب حين يَغلب من لا حظّ له في الغلب؟ يظنّ القويُّ أنه غَلب ويظن الضعيف أنه هُزم وقُضى عليه ثم فجأة يتدخل الله سبحانه وتعالى وتهب الرياحُ التي تغير كل شيء، ينتصر المهزوم وينهزم المنتصر!
أذكر لكم حادثتين، من القرآن الكريم، مع أن التاريخ يشهد، في كل حقبة، مثل هذه الحوادث العجيبة عند الناس بالمقاييس المادية وليست غريبة أبدًا بمقاييس الله سبحانه وتعالى. في القرآن الكريم شواهد كثيرة على أن الله سبحانه يقلب الموازين وينصر المظلومين لكن للاختصار أذكر شاهدين فقط!
في هذا الشهر، رمضان المبارك، وقعت غزوة بدر، أو غزوة بدر الكبرى. هي أولى معارك المسلمين ضد مشركي قريش بعد الهجرة إلى المدينة في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة بين المسلمين بقيادة الرسول محمد -صلى الله عليه وآله-. فيها يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}! كيف انتصرت القلة على الكثرة في العدة والعدد؟ كيف انقلب ميزان القوة؟ ما الأسباب؟ وما المطلوب من الإنسان؟ مليون سؤال يقودنا إلى مشيئة الله سبحانه وتعالى التي تفعل فعلها.
أن اضرب بعصاك البحر.. أمرٌ من الله سبحانه وتعالى إلى موسى -عليه السلام- حين تبعهم جيش فرعون. امتثل موسى -عليه السلام- أمر ربه فضرب البحر، ويا للعجب، انفلق البحر وظهرت طرق سالكة مشى فيها موسى وقومه. أما فرعون فغرق هو وجنوده حين تبعهم! هل تستطيع أن تتصور أن عصا تفعل ذلك؟ نعم إنه الله سبحانه وتعالى!
بعد هذين المثالين، اللذين يمكنك الاطلاع عليهما بتوسع من المصادر الموثوقة، أريد أن أُبقي في عقلكَ وقلبكَ الفكرة التالية:
على المستوى الشخصي، أنا وأنتم، نلملم أسباب الانتصار في الحياة في كل محطاتها والله سبحانه يتولى بقية المهمة. كثيرًا ما نظنّ أن الغرق أصابنا وأننا مدركون ثمّ الله سبحانه يشقّ لنا طريقًا نحو النجاة، لا يأسَ من النجاة إذا ما آمنا وعملنا!
أنا أستطيع أن أتصور أنك -القارئ الكريم أو القارئة الكريمة- قرأت في القرآن الكريم حكايات انتصار رائعة حصلت للأنبياء وللمؤمنين بعد تعب ومعاناة، وأنك في لحظة من حياتك شعرت أنه لا يمكنك النهوض والوقوف فإذا بيد الله سبحانه وتعالى وإرادته تدفعك نحو النهوض من جديد وعندما نهضت حينئذ تغير كل شيء وأيقنت النصر والظفر!