اكتست محافظة القطيف وبلداتها، ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، بحلة احتفالية استثنائية في ما يعرف بليلة الناصفة، حيث تحولت الأحياء والأزقة إلى مشهد كرنفالي ينبض بالحياة، وسط أجواء مفعمة بالفرح والبهجة، وتوافد الزوار من مختلف المدن والمحافظات المجاورة للمشاركة في هذا الحدث التراثي السنوي.
أجواء مفعمة بالفرح والتقاليد التراثية
منذ ساعات المساء الأولى، تزينت الشوارع بعقود الزينة المضيئة، وصدحت الأهازيج الشعبية المميزة لهذه المناسبة، فيما ارتدى الأطفال أزياءً تقليدية زاهية الألوان، وحملوا أكياسهم المزخرفة لجمع الحلوى والمكسرات من المنازل التي استعدت لاستقبالهم بروح الكرم والاحتفاء.
حضور واسع من الأهالي والزوار
لم تقتصر الاحتفالات على سكان القطيف فقط، بل شهدت توافد أعداد كبيرة من الزوار من مختلف المدن المجاورة، الذين جاؤوا للاستمتاع بالأجواء الفريدة التي تتميز بها المحافظة خلال هذه الليلة. وقد ساهمت الأسواق والمجمعات والمحال التجارية والمقاهي في تعزيز الأجواء الاحتفالية، حيث قدمت العروض الخاصة بالقرقيعان، ما جعل التجربة أكثر متعة وتنوعًا للعائلات والأطفال.
فعاليات متنوعة تعزز الهوية التراثي
إلى جانب توزيع حلويات الناصفة، نظمت عدة فعاليات ترفيهية وتراثية، تضمنت عروضًا فنية وفلكلورية ومسابقات للأطفال، إضافة إلى أركان خاصة بالحرف اليدوية التقليدية التي تعكس أصالة الموروث المحلي. كما شاركت الجهات المختصة في تنظيم الحركة المرورية وتوجيه الزوار، مما ساهم في انسيابية الاحتفال وتجربة ممتعة وآمنة للجميع.
فرحة الأطفال وروح العطاء
الأطفال كانوا نجوم الليلة بلا منازع، حيث امتلأت شوارع القطيف بأصواتهم المرحة وهم يتنقلون بين البيوت لجمع الحلويات، وسط استقبال حافل من الأهالي الذين أعدوا الحلويات والهدايا خصيصًا لهذه المناسبة.
ليلة استثنائية تعكس ترابط المجتمع
لم تكن ليلة القرقيعان مجرد احتفال، بل كانت تجسيدًا لروح الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، حيث التقى الجيران وتشاركوا الفرحة، ما يعزز من قيم التراث والتقاليد الأصيلة التي تشتهر بها المنطقة.
ومع اقتراب منتصف الليل، بدأت الاحتفالات تخف تدريجيًا، بينما غادر الزوار وهم يحملون معهم ذكريات جميلة من ليلة استثنائية، على أمل تكرارها في الأعوام المقبلة، لتبقى هذه الليلة جزءًا راسخًا من هوية القطيف وتاريخها العريق.
