15 , يونيو 2025

القطيف اليوم

«ما يكبر رأس إلا يشيب رأس».. رسالة إلى الأحفاد في نصف رمضان!

هاهو شهر رمضان المبارك انتصف، وإذا مضى نصف الشهر فقد آذن بالذهاب.

‏الحفيد الأول!
إذا ليس لديك بعد أحفاد، أطعمك الله ثمّ تعرف حقيقة الأمر. أما إذا أنت الآن -سيدي الكريم أو سيدتي الكريمة- جدّ أو جدة، فأنت حتمًا تذكر حجم الفرحة التي جاءت في لحظة ميلاد الحفيد الأول! من المؤكد أن قلبك صار ممتلئًا بالمحبة والعطف على المولود الجديد، ابن الولد أو ابن البنت! شعور لم أفهمه -أنا شخصيًّا- قبل حصوله إنما فهمته ساعة حصوله. 

تتوالى سنوات العمر وتتوالى النعم الإلهية في أنماط شتى. من أجمل النعم أن يتزوج الإنسان، تسكن روحه وجسمه ويجعل الله ثمار السكن بنين وحفدة {‏وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}. وجود الأبناء والأحفاد والأزواج من أكبر النعم الإلهية في حياتنا، لأنهم يعينون الإنسان ماديًّا ومعنويًّا في حياته الدنيا، وإن في هذا الزمان فرطت كل المعادلات وانعكست فصار الابن والحفيد يأخذ أكثر مما يعطي!

فرح النبي محمد صلى الله عليه وآله حين جاء سبطه الأول من ابنته فاطمة عليها السلام في الخامس عشر من شهر رمضان للسنة الثالثة بعد الهجرة والذي يصادف -مثل هذا الشهر- آذار/مارس 625م في المدينة المنورة. كان صلى الله عليه وآله كثيرًا ما يخبر من حوله كم كان يحب الحسن عليه السلام، يرتاح إذا رآه وينعصر قلبه إذا عثر. تستطيع أيها القارئ الكريم، أو القارئة الكريمة، أن تتصفح في ثنايا الشبكة العنكبوتية حكايات البهجة التي سجلها التاريخ ساعة ميلاد الإمام الحسن بن علي عليه السلام. 

في هذه الخاطرة القصيرة أتوجه بثلاث رسائل مختصرة. الأولى إلى الأحفاد الذين سوف يكبرون ويكونون يومًا ما أجدادًا وجدات: كان للنبي محمد صلى الله عليه وآله بهجة عظمى في أحفاده الذين حملوا جيناته وصفاته خَلقَا وخُلقا. أنتم أيضًا تحملونَ جينات أجدادكم وجداتكم الذين انتظروكم زمنًا طويلًا وابتهجوا لقدومكم. لا تنسوا أبدًا أن تشرفوهم بأفعالكم الطيبة وسيرتكم الحسنة.

الثانية للأجدادِ والجدات: أعانكم الله، تحملوهم واصبروا، "مايكبر رأس إلا يشيب رأس"!
الثالثة لمن ينتظر الأولاد والأحفاد: من أجمل ما دعا زكريا عليه السلام طلب الذرية: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}. كبر زكريا عليه السلام ولم يذق بعد ثمرة الأبوة، لذلك راح يتضرع إلى الله يطلب ذرية طيبة. لم يمض وقت طويل حتى أجابَ الله دعاء زكريا وبشرته الملائكة بقدوم يحيى عليه السلام. أنت أيضًا الله قادر أن يعطيك غلامًا يسرك ويسعدك!


error: المحتوي محمي