أي الفصول تحبون أكثر؛ الشتاء البارد أم الصيف الحار؟ أم الربيع المعتدل؟ تتنوع أذواق الناس في كل شيء حتى فصول السنة، من الناس من يحب برد الشتاء ومنهم من يحب شمس الصيف ومنهم من يحب اعتدال فصل الربيع! أنا من الذين يرتاحون لفصل الشتاء أكثر من غيره من الفصول!
صباح يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024م، بين 8 و9 درجات مئوية كان مؤشر الحرارة في السيارة يقرأ وفي طول المسافة إلى الرياض كان إما مطرًا قويًا أو رمالًا تزحف أو ريحًا تعوي مثل الذئاب تأخذ السيارة يمينًا ويسارًا أو شمس ساطعة.
رحلة قصيرة ذكرتنا بتقلبات الحياة بين شدة ورخاء وشدة. بين أيام أشهى من العسل وأيام أمر من الزفت الأسود! يوم كنا صغارًا كنا نسأل متى أكبر؟ متى أجتاز سنوات الطفولة؟ متى يخط شاربي وتكبر لحيتي؟ متى؟ متى؟ ثم لما كبرنا ورأينا تقلبات الحياة أسفنا أن كبرنا!
قال أبو الطيب المتنبي مشبهًا تقلب الدنيا بالنساء الجميلات ومشيرًا إلى قلة الوفاء والإقامة على عهد الحب:
أَبَداً تَستَرِدُّ ما تَهَبُ الدُنيا
فَيا لَيتَ جودَها كانَ بُخلا
فَكَفَت كَونَ فَرحَةٍ تورِثُ الغَم
وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجدَ خِلّا
وَهيَ مَعشوقَةٌ عَلى الغَدرِ لا تَحـفظ
عهدًا وَلا تُتَمِّمُ وَصلا
كُلِّ دَمعٍ يَسيلُ مِنها عَلَيها
وَبِفَكِّ اليَدَينِ عَنها تُخَلّى
شِيَمُ الغانِياتِ فيها فَلا أَدري
لِذا أَنَّثَ اِسمَها الناسُ أَم لا؟!
وأنا أقول أن في تشبيه المتنبي الدنيا بالنساء الجميلات تجنيًا على النساء لأنهن، أي النساء، يدمن على الوصل ويحفظن الود، ربما أكثر من الرجال، وبالتأكيد أكثر من الدنيا.
الدنيا فيها صيف وشتاء وحر وبرد والجنة هي المكان الوحيد التي يرتاح ساكنها (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا). اعتدال كامل، دائم ورائع، في الجنان تحت ظلال الأشجار التي تخفف أشعة الشمس فلا تكون مؤذية، باختصار أجمل طقس! على العكس من ذلك الحال في النار والعياذ بالله!
الحمد لله أن فصل الشتاء عندنا لطيف معتدل، نهاره قصير، وتحلو فيه لمات العوائل والنزهات. أما في بعض البلدان فهو قاس جدًا، مثلج وممطر، ويشق فيه العمل والدراسة والعيش.
ألا ليت أيامَ المَصِيفِ ثلاثةٌ
وسائرَ أيامِ السِّنينِ شتاءُ
صباح يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024م، بين 8 و9 درجات مئوية كان مؤشر الحرارة في السيارة يقرأ وفي طول المسافة إلى الرياض كان إما مطرًا قويًا أو رمالًا تزحف أو ريحًا تعوي مثل الذئاب تأخذ السيارة يمينًا ويسارًا أو شمس ساطعة.
رحلة قصيرة ذكرتنا بتقلبات الحياة بين شدة ورخاء وشدة. بين أيام أشهى من العسل وأيام أمر من الزفت الأسود! يوم كنا صغارًا كنا نسأل متى أكبر؟ متى أجتاز سنوات الطفولة؟ متى يخط شاربي وتكبر لحيتي؟ متى؟ متى؟ ثم لما كبرنا ورأينا تقلبات الحياة أسفنا أن كبرنا!
قال أبو الطيب المتنبي مشبهًا تقلب الدنيا بالنساء الجميلات ومشيرًا إلى قلة الوفاء والإقامة على عهد الحب:
أَبَداً تَستَرِدُّ ما تَهَبُ الدُنيا
فَيا لَيتَ جودَها كانَ بُخلا
فَكَفَت كَونَ فَرحَةٍ تورِثُ الغَم
وَخِلٍّ يُغادِرُ الوَجدَ خِلّا
وَهيَ مَعشوقَةٌ عَلى الغَدرِ لا تَحـفظ
عهدًا وَلا تُتَمِّمُ وَصلا
كُلِّ دَمعٍ يَسيلُ مِنها عَلَيها
وَبِفَكِّ اليَدَينِ عَنها تُخَلّى
شِيَمُ الغانِياتِ فيها فَلا أَدري
لِذا أَنَّثَ اِسمَها الناسُ أَم لا؟!
وأنا أقول أن في تشبيه المتنبي الدنيا بالنساء الجميلات تجنيًا على النساء لأنهن، أي النساء، يدمن على الوصل ويحفظن الود، ربما أكثر من الرجال، وبالتأكيد أكثر من الدنيا.
الدنيا فيها صيف وشتاء وحر وبرد والجنة هي المكان الوحيد التي يرتاح ساكنها (لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا). اعتدال كامل، دائم ورائع، في الجنان تحت ظلال الأشجار التي تخفف أشعة الشمس فلا تكون مؤذية، باختصار أجمل طقس! على العكس من ذلك الحال في النار والعياذ بالله!
الحمد لله أن فصل الشتاء عندنا لطيف معتدل، نهاره قصير، وتحلو فيه لمات العوائل والنزهات. أما في بعض البلدان فهو قاس جدًا، مثلج وممطر، ويشق فيه العمل والدراسة والعيش.
ألا ليت أيامَ المَصِيفِ ثلاثةٌ
وسائرَ أيامِ السِّنينِ شتاءُ