16 , مارس 2025

القطيف اليوم

بيئة عمل ممنوعة من الصرف

العمل في بيئة تسيطر عليها الشائعات والكذب ليست مجرد تجربة سيئة، بل تمثل تحديًا حقيقيًا لتنمية الكفاءات وتعزيز الإنتاجية. إن وجود زملاء أقبح ما يقال عنهم أنهم ماكرون ومخادعون يشغلون أنفسهم بنقل الإشاعات إلى الإدارة يخلق شعورًا من عدم الأمان وعدم الاستقرار، مما يؤثر سلبًا على الأداء العام للإدارة وعلى سمعة الشركة. 

دعوني أتناول معكم بعض النقاط الأساسية:
البيئة السلبية وتأثيراتها
الظروف غير المستقرة داخل الإدارة تجعلها أحيانًا بيئة خصبة للوشاة وناقلي الكلام هنا وهناك وتخريب سمعة موظف أو موظفة ما. وعندما تتغير الإدارة، يظهر هؤلاء كمن يسعى لتخريب سمعة بعض الموظفين المنتجين، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الكفاءات المدربة، كذلك يظهر تأثيرهم على الأفراد، حيث يميل الموظفون المتميزون أصحاب الكفاءات العالية وذوي الخبرة إلى مغادرة بيئات عمل سممتها هذه الأنماط السلبية التي تسعى لمصلحة نفسها وفقط وتحقيق مكاسب من وراء أفعالهم السيئة.

الدوافع وراء التصرفات السلبية
يتحول البعض إلى أسلوب الحياة المتمثل في إفشاء الأكاذيب لتحقيق مكاسب شخصية. وقد يتجسد هذا السلوك في محاولة لبناء حلفاء من خلال خلق شبكات من الواشين تُؤمن لهم الوجود في مواقع القوة ليتسنى لهم الحصول على امتيازات من الإدارة ومكافأتهم على نحو يضر بزملائهم الآخرين ذوي الكفاءة والخبرة السيئة في ذلك تجد المدراء يصدقون هؤلاء الوشاة وينقلون سمعة ذلك الموظف إلى أقرانهم حيث يعشش في نفوسهم أن هؤلاء أصحاب الخبرة ليسوا موظفين يعتمد عليهم ولا يستحقون ترقية، كله بسبب الوشاة ونقل تلك الإشاعات إلى إدارة أخرى جديدة تحل محل الإدارة السابقة.

خطر استمرار الدائرة المفرغة
يظل السؤال المهم: هل يتفادى الجيل الجديد هذه الدروس القاسية أم يتبنى سلوكيات الوشاة الماكرين عندما يصلون إلى مراتب متقدمة؟

يتطلب الأمر بيئة عمل إيجابية ومحورية تعمل على تعزيز القيم والأخلاق، والتواصل المستمر من الإدارة بموظفيها والاستماع لهم وتشجيعهم إلى السعي برفع كفاءتهم وتدريبهم وليس الاستنقاص منهم أو الترصد لهم والتصيد على أخطائهم مما يمكن الأفراد المتميزين من الازدهار والمضي قدمًا في تطوير الإدارة خاصة والمنشأة بشكل عام.

ختامًا، تحتاج الإدارات إلى إستراتيجيات فعّالة ولتعزيز مناخ العمل الإيجابي وتحقيق الاستقرار، والحد من الفوضى الناتجة عن الشائعات وعدم السعي إلى الضرر بالموظفين الأكفاء، وهذا يتطلب التوعية والتدريب والحوار والتواصل المستمر والتوجيه للقيم الأساسية التي تساند الكفاءات وتحميها من تلك الأضرار والسعي إلى نشر ثقافة التواصل والتمكين وتطبيق سياسة الباب المفتوح.


error: المحتوي محمي