
أصبحت متلازمة الكتابة والحديث عن الآخر، خصوصًا في "مواقع التواصل"، عنوانها تطهير النفس وادعاء كمالها. أقدم النصائح وروشتات ووصفات دواء الاستقامة، أنصح غيري، أوبخهُ وألومه أحيانًا، يكفيني صلاح بيت غيري وبيتي خراب، أنا نجار ماهر وليس على داري باب!
تضخمت "الأنا" عندي، أصبح من الصعب مكافحتها فجعلت حاجبًا بيني وبين عيوبي. تضَخمت الأنا فأنسَتني عيوب نفسي حتى صرت أرى صغائرَ غيري كبائر وكبائري صغائر "يبصر أحدكم القذى في عينِ أخيه، وينسى الجذع - أو قال: الجذل - في عينه"؟!
أرى كلّ إنسانٍ يرى عيبَ غيرهِ … ويعمى عن العيبِ الذي هو فيهِ
فلا خير فيمن لا يرى عيبَ نفسهِ … ويعمى عن العيبِ الذي بأخيهِ
حياتي تبدأ عندما أعرف أن نفسي أولى بالنصح من غيري، عندما لا أنهى عن خلقٍ سيئ وهو متأصل في نفسي. في غير هذه الحالة لا يحقّ لي أن أنتقد غيري وأعطيه وصفات أخلاقية:
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ … هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا … كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
روي عن المسيح عليه السلام: "يا عبيدَ السوء تلومونَ الناسَ على الظن، ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟!" ومن نصائحه أيضًا: "يا عبيد الدنيا إنما مثلكم كمثل السراج يضيء للناسِ ويحرق نفسه". من منا يأتي عليه يومٌ كامل، أو نصف يوم، لا يقول فيه: انظر ماذا يفعل فلان؟ انظر ماذا فعلت فلانة؟ أليس من الأفضل أن يعمل فلان أو تعمل فلانة كيت وكيت؟ من منا لا يشعر في نفسه بالكمال وشهوة الانتقاد؟ {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
متى ما اعترفتُ أن النقص والخطأ فيّ -أنا- وأنني بشر عاديّ جدًا، يعتريني الخطأ والصواب والنقص يبدأ مشوار الترميم والصيانة! أصارح نفسي وأكاشفهَا بعيوبها قبل أن أدخل في حالةٍ عبثية؛ محاولة إصلاح غيري؟!
يطرح اللهُ سبحانه وتعالى سؤالًا في القرآن الكريم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}؟ سؤال استنكاري موجه إلى بني إسرائيل إلا أنه حتمًا دون شكّ يشمل الآخرين أيضًا، الذين نحن منهم! يقول الخليفة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "أيها الناس إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأَسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها".
"من نصح نفسه كان جديرًا بنصح غيره، من غشّ نفسه كان أغشّ لغيره". الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
تضخمت "الأنا" عندي، أصبح من الصعب مكافحتها فجعلت حاجبًا بيني وبين عيوبي. تضَخمت الأنا فأنسَتني عيوب نفسي حتى صرت أرى صغائرَ غيري كبائر وكبائري صغائر "يبصر أحدكم القذى في عينِ أخيه، وينسى الجذع - أو قال: الجذل - في عينه"؟!
أرى كلّ إنسانٍ يرى عيبَ غيرهِ … ويعمى عن العيبِ الذي هو فيهِ
فلا خير فيمن لا يرى عيبَ نفسهِ … ويعمى عن العيبِ الذي بأخيهِ
حياتي تبدأ عندما أعرف أن نفسي أولى بالنصح من غيري، عندما لا أنهى عن خلقٍ سيئ وهو متأصل في نفسي. في غير هذه الحالة لا يحقّ لي أن أنتقد غيري وأعطيه وصفات أخلاقية:
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ … هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
تَصِفُ الدَّواءَ لِذي السَّقامِ وَذي الضَّنا … كيما يَصحّ بِهِ وَأَنتَ سَقيمُ
روي عن المسيح عليه السلام: "يا عبيدَ السوء تلومونَ الناسَ على الظن، ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟!" ومن نصائحه أيضًا: "يا عبيد الدنيا إنما مثلكم كمثل السراج يضيء للناسِ ويحرق نفسه". من منا يأتي عليه يومٌ كامل، أو نصف يوم، لا يقول فيه: انظر ماذا يفعل فلان؟ انظر ماذا فعلت فلانة؟ أليس من الأفضل أن يعمل فلان أو تعمل فلانة كيت وكيت؟ من منا لا يشعر في نفسه بالكمال وشهوة الانتقاد؟ {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
متى ما اعترفتُ أن النقص والخطأ فيّ -أنا- وأنني بشر عاديّ جدًا، يعتريني الخطأ والصواب والنقص يبدأ مشوار الترميم والصيانة! أصارح نفسي وأكاشفهَا بعيوبها قبل أن أدخل في حالةٍ عبثية؛ محاولة إصلاح غيري؟!
يطرح اللهُ سبحانه وتعالى سؤالًا في القرآن الكريم: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}؟ سؤال استنكاري موجه إلى بني إسرائيل إلا أنه حتمًا دون شكّ يشمل الآخرين أيضًا، الذين نحن منهم! يقول الخليفة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: "أيها الناس إني والله ما أحثكم على طاعة إلا وأَسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها".
"من نصح نفسه كان جديرًا بنصح غيره، من غشّ نفسه كان أغشّ لغيره". الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.