بين 124 صفحة تآخى الواقع مع الخيال ليحكيا 25 قصة، بعناوين وأحداث مختلفة؛ ارتسم في بعضها ألم الغياب من بعد حضور، وجسد بعضها الآخر صور الرحمة في هيئة أبٍ وأم، وأخرى اغرورقت أحرفها بدموع الحزن والوجع، وأخيرة حاكت معاطف الحب لأبطالها، لكن جميعها اجتمع تحت غلافٍ واحد، غلاف للإصدار القصصي للكاتب عبد الباري الدخيل، والذي حمل عنوان "خيانة ورق".
حكاياته الورقية
"خيانة ورق"، هو الإصدار القصصي الثاني لـ"الدخيل"، فقد كانت له حكاية سابقة مع الورق في مجموعته الأولى "أوراق ليست للبيع" المنشورة قبل عام واحد فقط.
القبول والتشجيع الذي حظي به إصداره القصصي الأول هو ما شجعه على التفكير في الشروع لإطلاق مجموعة أخرى -حسب وصفه-، حيث أوضح أنه استغرق فيها قرابة عام كامل، بعد أن جمع ما لديه من قصص كتبها خلال عامي 2022 و2023م، وطعمها بعض القصص التي لم تطبع في المجموعة الأولى، وقد كتب بعضها في عام 2019م.
سكناها قبل الورق
بعض القصص التي سكنت كتابه كانت قد عرفت لها سكنًا آخر قبل أن تستقر في قرطاس مجموعته، حيث نشر بعضها في مجلة اليمامة، والمجلة العربية، بالإضافة إلى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.
"خيانة".. بالإجماع
من بين 25 قصة قصيرة احتضنها كتابه اختار "الدخيل" قصة "خيانة ورق"، وعن السبب في اختيارها تحديدًا أوضح أنه قبل أن يختار الاسم، استشار الأصدقاء والمقربين، وعرض عليهم عددًا من العناوين، وهي عناوين لقصص من الكتاب، وقد وقع الاختيار الأكثر على هذا الاسم، وقد جاء اختيارهم مرجحًا لاختياره الأول.
بين الواقع والخيال.. أحاديث الفصحى والعامية
مجموعته جاءت مزيجًا بين الواقع والخيال، والفصحى واللهجة العامية لابن جزيرة تاروت، بين أشخاص حقيقيين ولدوا في قصته بأسماء مستعارة وأشخاص من رسم مخيلته لكن بأسماء لأشخاص قريبين منه، وفي حديثه عن ذلك المزيج قال: "لم تكن القصة يومًا بعيدة عن الواقع، فهي ثمرة ما يحيط بنا من أحداث، فالقصة تتحدث عن واقع الناس الثقافي والاجتماعي، والأدب يهتم بما يمر به المجتمع ويسجله بصورة أدبية، يحلل أحداثه ويرسم ملامحه، ويحاول أن يصف أسباب شخصيات القصة ودوافعها من خلال الأحداث التي تمر بها".
وأضاف: "في الواقع قصص كثيرة، لكنها تحتاج إلى "بهارات" كي يتلذذ القارئ بمتابعتها، وأنا أميل لرسم الواقع ممزوجًا ببعض الخيال والرومانسية، بالشكل المناسب للأصول الفنية لكتابة القصة، بعد أن أستشعر جمال الطبيعة الناتج عن فطرة تواصلت معها عن قرب، وهذا موجود في قصة "أيها البحر ما الأخبار؟"، و"المتاهة تلتهم الأغراب"، و"مذكرات رغيف".
ووصف الواقعية بأنها وصف الواقع ليس كما هو بل برسمه ليلفت انتباه المتلقي فيقرأه، لغرابته، أو لقربه من نفسه، أو ذكرياته، أو لأي شيء يعنيه من قريب أو بعيد، في قالب فني.
وأوضح أنه قد حاول أن يعبر عن هويته بذكر أسماء المدن والقرى، والتطرق للتاريخ والتراث، باللهجة المحلية إن احتاج لذلك، مشيرًا إلى أن ذلك يظهر من خلال القصص، "بابا العظيم"، و"ذكريات صباحية"، و"هروب مصطنع"، وغيرها.
في القصة.. الجمادات تتنفس
نشر "الدخيل" قبل مجموعتيه القصصيتين 5 مؤلفات، ثم اتجه بعدها لنشر المجموعتين، كما يسعى لنشر مجموعة قصصية جديدة، ورواية كتب منها ما يقرب من تسعة فصول، متمنيًا أن ينهيهما خلال هذا العام.
وحول تجربته في السرد القصصي، واتجاهه للتأليف في هذا النوع من الكتب، قال لـ«القطيف اليوم»: "إن القصة شيء مبتكر، وفي الوقت نفسه، لها القدرة على الإيحاء بالصدق، أي هي نفس الحياة التي يعرفها القارئ، وربما يحس أنه المقصود بها، فتنطبق على الواقع كما يعرفه الناس في المجتمع".
ومضى في حديثه: "القصة القصيرة ليست نشرة إخبارية، بل هي شرارة تبعث الحياة في الحدث، وتشعل الخيال عند القارئ فيدرك الأشياء، ويشم رائحة الطعام، ويرى الألوان، ويستمتع بالطبيعة الخلابة؛ فمثلًا قصة "مذكرات رغيف"، تحكي حياة الرغيف من بداية كونه حبة قمح إلى أن يصل إلى قرص على المائدة، لكن هناك رسالة تظهر من خلال ما ينقله هذا الرغيف من مشاهدات، وقصة "نور مسموم"، كانت على نسق ما يعرف بأدب الخيال العلمي، فهو حدث متخيل، المكان هو أي مدينة، والزمان في أي وقت، لكن الأحداث ليست واقعية بل خيالًا محضًا".
وتابع: "القصة القصيرة سرد يتناول قضايا اجتماعية وإنسانية وأحداثًا تمر بالأشخاص والمجتمعات، يتخلله وصف وحوار، ضمن مدة زمنية محدودة، تحمل رسالة ظاهرة أو مبطنة، والسبب الأول والأخير لكتابة القصة هو الإمتاع".
أما عن الفرق بين تجربته في مجموعته الأولى والثانية، فقال: "أظن أن التجربة بدأت تنضج، ولم تعد كتابة القصة للكتابة فقط، فهناك تجارب متراكمة، إن شاء الله أستفيد منها".
تتعطر أدبًا
حكايات الكاتب عبد الباري، امتازت بالتطعيم الأدبي، فقل أن تقرأ له حكاية لا تزخرفها مقولة أدبية أو أبيات شعرية، أو مقتطفات لكاتب أو أديب معروف، وقد ذكر أنه يؤمن بأن التضمين الأدبي يعتمد على كاتب القصة، وتأثره بالبيئة التي يعيش فيها، فقد يكون معجبًا بشاعر أو كاتب معين فيقتبس من كلامه.
وأشار إلى أنه يذكر عادة أدباء وشعراء من البيئة المحلية ومنهم؛ شفيق العبادي ومحمد الماجد وجاسم الصحيح وحيدر العبد الله، معللًا ذلك بأنهم الأقرب له، ولأبطال قصصه، وقال: "كأن سؤالًا يراودني: لماذا أستشهد بفلان وفلان، وعندي في بلادي قامات علمية وأدبية تعانق السماء؟
من ممرات قصصه
اقتطف "الدخيل" بعضًا من حكايات مجموعته للحديث عنها، وذكر منها قصة "شهد وكريم" التي قال عنها: هي واحدة من القصص التي حاولت معالجة فكرتها بطريقة رومانسية، وبما أن الفكرة تحتاج إلى حرب واختلاط جامعي، فقد رأيت أن أرض العراق التي مرت بحرب وكانت الدراسة الجامعية فيها مختلطة منذ زمن قديم هي الأنسب لعرض الفكرة.
واختار أيضًا قصتي "لقاء في المستقبل" و"الشاب الذي أحبني" واصفًا إياهما بأنهما وجهان لقصة واحدة، موضحًا أنه في الأولى تتحدث المعلمة عن طفل كان في الروضة، وفي الثانية ينقل الطفل وجهة نظره، منوهًا بأنها تجربة سبقه لها بعض الأدباء فأحب الكتابة على نسقهم.
بتشجيع من نصفه الآخر
يوضح "الدخيل" أن أول المشجعين له على أن تكون له مجموعة قصيصة جديدة ترى النور، كانت زوجته، مبينًا أنها كانت تحثه دائمًا على طباعة المجموعة.
وحول ردة فعله تجاه إلحاحها في أن يبادر بطبع كتابه الجديد قال: "كنت غالبًا أرد عليها بأن هذه قصص قد اطلعتِ عليها من قبل، لكنها كانت تقول إن لقراءة القصص في كتاب مطبوع طعمًا آخر، ويكفي أنه كتاب باسمك، وكان هذا أكبر دافع لي كما أن أفراد أسرتي دعموني كثيرًا بسؤالهم: "متى ستطبع كتابك الثاني؟".
واقتنص الكاتب فرصته ليتوجه بشكره لكل من دعمه وشجعه.
.
حكاياته الورقية
"خيانة ورق"، هو الإصدار القصصي الثاني لـ"الدخيل"، فقد كانت له حكاية سابقة مع الورق في مجموعته الأولى "أوراق ليست للبيع" المنشورة قبل عام واحد فقط.
القبول والتشجيع الذي حظي به إصداره القصصي الأول هو ما شجعه على التفكير في الشروع لإطلاق مجموعة أخرى -حسب وصفه-، حيث أوضح أنه استغرق فيها قرابة عام كامل، بعد أن جمع ما لديه من قصص كتبها خلال عامي 2022 و2023م، وطعمها بعض القصص التي لم تطبع في المجموعة الأولى، وقد كتب بعضها في عام 2019م.
سكناها قبل الورق
بعض القصص التي سكنت كتابه كانت قد عرفت لها سكنًا آخر قبل أن تستقر في قرطاس مجموعته، حيث نشر بعضها في مجلة اليمامة، والمجلة العربية، بالإضافة إلى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية.
"خيانة".. بالإجماع
من بين 25 قصة قصيرة احتضنها كتابه اختار "الدخيل" قصة "خيانة ورق"، وعن السبب في اختيارها تحديدًا أوضح أنه قبل أن يختار الاسم، استشار الأصدقاء والمقربين، وعرض عليهم عددًا من العناوين، وهي عناوين لقصص من الكتاب، وقد وقع الاختيار الأكثر على هذا الاسم، وقد جاء اختيارهم مرجحًا لاختياره الأول.
بين الواقع والخيال.. أحاديث الفصحى والعامية
مجموعته جاءت مزيجًا بين الواقع والخيال، والفصحى واللهجة العامية لابن جزيرة تاروت، بين أشخاص حقيقيين ولدوا في قصته بأسماء مستعارة وأشخاص من رسم مخيلته لكن بأسماء لأشخاص قريبين منه، وفي حديثه عن ذلك المزيج قال: "لم تكن القصة يومًا بعيدة عن الواقع، فهي ثمرة ما يحيط بنا من أحداث، فالقصة تتحدث عن واقع الناس الثقافي والاجتماعي، والأدب يهتم بما يمر به المجتمع ويسجله بصورة أدبية، يحلل أحداثه ويرسم ملامحه، ويحاول أن يصف أسباب شخصيات القصة ودوافعها من خلال الأحداث التي تمر بها".
وأضاف: "في الواقع قصص كثيرة، لكنها تحتاج إلى "بهارات" كي يتلذذ القارئ بمتابعتها، وأنا أميل لرسم الواقع ممزوجًا ببعض الخيال والرومانسية، بالشكل المناسب للأصول الفنية لكتابة القصة، بعد أن أستشعر جمال الطبيعة الناتج عن فطرة تواصلت معها عن قرب، وهذا موجود في قصة "أيها البحر ما الأخبار؟"، و"المتاهة تلتهم الأغراب"، و"مذكرات رغيف".
ووصف الواقعية بأنها وصف الواقع ليس كما هو بل برسمه ليلفت انتباه المتلقي فيقرأه، لغرابته، أو لقربه من نفسه، أو ذكرياته، أو لأي شيء يعنيه من قريب أو بعيد، في قالب فني.
وأوضح أنه قد حاول أن يعبر عن هويته بذكر أسماء المدن والقرى، والتطرق للتاريخ والتراث، باللهجة المحلية إن احتاج لذلك، مشيرًا إلى أن ذلك يظهر من خلال القصص، "بابا العظيم"، و"ذكريات صباحية"، و"هروب مصطنع"، وغيرها.
في القصة.. الجمادات تتنفس
نشر "الدخيل" قبل مجموعتيه القصصيتين 5 مؤلفات، ثم اتجه بعدها لنشر المجموعتين، كما يسعى لنشر مجموعة قصصية جديدة، ورواية كتب منها ما يقرب من تسعة فصول، متمنيًا أن ينهيهما خلال هذا العام.
وحول تجربته في السرد القصصي، واتجاهه للتأليف في هذا النوع من الكتب، قال لـ«القطيف اليوم»: "إن القصة شيء مبتكر، وفي الوقت نفسه، لها القدرة على الإيحاء بالصدق، أي هي نفس الحياة التي يعرفها القارئ، وربما يحس أنه المقصود بها، فتنطبق على الواقع كما يعرفه الناس في المجتمع".
ومضى في حديثه: "القصة القصيرة ليست نشرة إخبارية، بل هي شرارة تبعث الحياة في الحدث، وتشعل الخيال عند القارئ فيدرك الأشياء، ويشم رائحة الطعام، ويرى الألوان، ويستمتع بالطبيعة الخلابة؛ فمثلًا قصة "مذكرات رغيف"، تحكي حياة الرغيف من بداية كونه حبة قمح إلى أن يصل إلى قرص على المائدة، لكن هناك رسالة تظهر من خلال ما ينقله هذا الرغيف من مشاهدات، وقصة "نور مسموم"، كانت على نسق ما يعرف بأدب الخيال العلمي، فهو حدث متخيل، المكان هو أي مدينة، والزمان في أي وقت، لكن الأحداث ليست واقعية بل خيالًا محضًا".
وتابع: "القصة القصيرة سرد يتناول قضايا اجتماعية وإنسانية وأحداثًا تمر بالأشخاص والمجتمعات، يتخلله وصف وحوار، ضمن مدة زمنية محدودة، تحمل رسالة ظاهرة أو مبطنة، والسبب الأول والأخير لكتابة القصة هو الإمتاع".
أما عن الفرق بين تجربته في مجموعته الأولى والثانية، فقال: "أظن أن التجربة بدأت تنضج، ولم تعد كتابة القصة للكتابة فقط، فهناك تجارب متراكمة، إن شاء الله أستفيد منها".
تتعطر أدبًا
حكايات الكاتب عبد الباري، امتازت بالتطعيم الأدبي، فقل أن تقرأ له حكاية لا تزخرفها مقولة أدبية أو أبيات شعرية، أو مقتطفات لكاتب أو أديب معروف، وقد ذكر أنه يؤمن بأن التضمين الأدبي يعتمد على كاتب القصة، وتأثره بالبيئة التي يعيش فيها، فقد يكون معجبًا بشاعر أو كاتب معين فيقتبس من كلامه.
وأشار إلى أنه يذكر عادة أدباء وشعراء من البيئة المحلية ومنهم؛ شفيق العبادي ومحمد الماجد وجاسم الصحيح وحيدر العبد الله، معللًا ذلك بأنهم الأقرب له، ولأبطال قصصه، وقال: "كأن سؤالًا يراودني: لماذا أستشهد بفلان وفلان، وعندي في بلادي قامات علمية وأدبية تعانق السماء؟
من ممرات قصصه
اقتطف "الدخيل" بعضًا من حكايات مجموعته للحديث عنها، وذكر منها قصة "شهد وكريم" التي قال عنها: هي واحدة من القصص التي حاولت معالجة فكرتها بطريقة رومانسية، وبما أن الفكرة تحتاج إلى حرب واختلاط جامعي، فقد رأيت أن أرض العراق التي مرت بحرب وكانت الدراسة الجامعية فيها مختلطة منذ زمن قديم هي الأنسب لعرض الفكرة.
واختار أيضًا قصتي "لقاء في المستقبل" و"الشاب الذي أحبني" واصفًا إياهما بأنهما وجهان لقصة واحدة، موضحًا أنه في الأولى تتحدث المعلمة عن طفل كان في الروضة، وفي الثانية ينقل الطفل وجهة نظره، منوهًا بأنها تجربة سبقه لها بعض الأدباء فأحب الكتابة على نسقهم.
بتشجيع من نصفه الآخر
يوضح "الدخيل" أن أول المشجعين له على أن تكون له مجموعة قصيصة جديدة ترى النور، كانت زوجته، مبينًا أنها كانت تحثه دائمًا على طباعة المجموعة.
وحول ردة فعله تجاه إلحاحها في أن يبادر بطبع كتابه الجديد قال: "كنت غالبًا أرد عليها بأن هذه قصص قد اطلعتِ عليها من قبل، لكنها كانت تقول إن لقراءة القصص في كتاب مطبوع طعمًا آخر، ويكفي أنه كتاب باسمك، وكان هذا أكبر دافع لي كما أن أفراد أسرتي دعموني كثيرًا بسؤالهم: "متى ستطبع كتابك الثاني؟".
واقتنص الكاتب فرصته ليتوجه بشكره لكل من دعمه وشجعه.
.