(مهدى إلى روح شقيقي الأصغر الذي غادر الحياة في ربيع العمر)
وضع الإمام علي بن الحسين عليه السلام والملقب بزين العابدين في رسالته رسالة الحقوق مجموعة بنود تتضمن قواعد روحية واجتماعية وتربوية وأخلاقية وهي عبارة 50 حقًا وقيل 51 تجسد علاقة الإنسان مع نفسه وربه ومجتمعه فهناك حق الأب والأم، وحقوق الأولاد وحقوق المعلم، وحقوق الآخرين وغيرها من الحقوق فهي بمثابة تهذيب للسلوك الإنساني بأبعاده المتعددة وفي جميع حالاته الوجداني والعقلي والسلوكي ففي حق الولد على الوالد يقول "على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن"، وعنه أيضًا "وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك ومعاقب".
وفي موضع آخر من دعاء لولده ورد عنه "اللهم ومن علي ببقاء وُلدي وإصلاحهم لي وبإمتاعي بهم إلهي امدد لي في أعمارهم وزد لي في آجالهم ورب لي صغيرهم وقو لي ضعيفهم وأصلح لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم وفي كل ما عنيت به أمرهم وادرر لي وعلى يدي أرزاقهم واجعلهم أبرارا أنقياء بطراء سامعين مطيعين لك اللهم أشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي وأكثر بهم عددي وزين بهم محضري وأحي بهم ذكري وأعني بهم على حاجتي مطيعين غير عاصين ولا عاقين ولا خاطئين وأعني على تربيتهم. وتأديبهم وبرهم واجعل ذلك خيرًا لي واجعلهم عونًا لي على ماسألتك وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم".
حقيقة للمتأمل في هذه الكلمات بما حوته من توجيهات وعمق المعاني والدلالات يشعر أنه أمام موسوعة تربوية شاملة وذلك ليس بالغريب على سلالة توارثت العلم وينابيع الحكمة والمعرفة قال عنه سفيان بن عينيه "ما رأيت في المدينة أفقه من زين العابدين"، فرغم شدة المحن والابتلاءات التي ألمّت به على أثر واقعة كربلاء إلا أن ذلك لم يثنه عن دوره الإيماني الرسالي في نصح الناس وتوجيههم واستطاع أن يؤسس لمنهج فكري روحي معرفي يسهم في بناء الشخصية الإسلامية الراسخة فسلام لروحه النيرة الصابرة المحلقة في ذات الله وعلى آبائه الأطياب.
في مثل هذا اليوم 25 محرم من العام 1445هـ غادرنا إلى الرفيق الأعلى وفي عمر الورد شقيقي الأصغر فاضل فاضل الابن والأخ الحنون دافئ القلب طلق اللسان في اللغات الأجنبية متعدد المهارات خريج الكلية التقنية الذي لم يمهله القدر لتحقيق حلمه ولم يمهلنا أن نصل به للمستشفى لإنعاش قلبه ليكون له أمل بالعودة للحياة، رحل وترك لنا أجمل الذكريات وبعض الحكايات الشاهدة على روحه النبيلة، رحل بعبق الحياة وبسمة الروح ولكنه سيظل حاضرًا بيننا وفي طيات دعائنا بأن تشمله العناية الإلهية بالرحمة والمغفرة وأن يبدله دار مقر أجمل وأبهى وأحسن مقامًا، طابت روحه بسلام غير أنا لفراقه محزونون.
لكل من غادرونا عزاؤنا أنكم في رعاية الله وأننا بكم لاحقون وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
"الرضا بالمكروه والقضاء أرفع درجات اليقين" الإمام علي بن الحسين.
الهوامش:
رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.
وضع الإمام علي بن الحسين عليه السلام والملقب بزين العابدين في رسالته رسالة الحقوق مجموعة بنود تتضمن قواعد روحية واجتماعية وتربوية وأخلاقية وهي عبارة 50 حقًا وقيل 51 تجسد علاقة الإنسان مع نفسه وربه ومجتمعه فهناك حق الأب والأم، وحقوق الأولاد وحقوق المعلم، وحقوق الآخرين وغيرها من الحقوق فهي بمثابة تهذيب للسلوك الإنساني بأبعاده المتعددة وفي جميع حالاته الوجداني والعقلي والسلوكي ففي حق الولد على الوالد يقول "على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن"، وعنه أيضًا "وأما حق ولدك فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسه فمثاب على ذلك ومعاقب".
وفي موضع آخر من دعاء لولده ورد عنه "اللهم ومن علي ببقاء وُلدي وإصلاحهم لي وبإمتاعي بهم إلهي امدد لي في أعمارهم وزد لي في آجالهم ورب لي صغيرهم وقو لي ضعيفهم وأصلح لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم وفي كل ما عنيت به أمرهم وادرر لي وعلى يدي أرزاقهم واجعلهم أبرارا أنقياء بطراء سامعين مطيعين لك اللهم أشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي وأكثر بهم عددي وزين بهم محضري وأحي بهم ذكري وأعني بهم على حاجتي مطيعين غير عاصين ولا عاقين ولا خاطئين وأعني على تربيتهم. وتأديبهم وبرهم واجعل ذلك خيرًا لي واجعلهم عونًا لي على ماسألتك وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم".
حقيقة للمتأمل في هذه الكلمات بما حوته من توجيهات وعمق المعاني والدلالات يشعر أنه أمام موسوعة تربوية شاملة وذلك ليس بالغريب على سلالة توارثت العلم وينابيع الحكمة والمعرفة قال عنه سفيان بن عينيه "ما رأيت في المدينة أفقه من زين العابدين"، فرغم شدة المحن والابتلاءات التي ألمّت به على أثر واقعة كربلاء إلا أن ذلك لم يثنه عن دوره الإيماني الرسالي في نصح الناس وتوجيههم واستطاع أن يؤسس لمنهج فكري روحي معرفي يسهم في بناء الشخصية الإسلامية الراسخة فسلام لروحه النيرة الصابرة المحلقة في ذات الله وعلى آبائه الأطياب.
في مثل هذا اليوم 25 محرم من العام 1445هـ غادرنا إلى الرفيق الأعلى وفي عمر الورد شقيقي الأصغر فاضل فاضل الابن والأخ الحنون دافئ القلب طلق اللسان في اللغات الأجنبية متعدد المهارات خريج الكلية التقنية الذي لم يمهله القدر لتحقيق حلمه ولم يمهلنا أن نصل به للمستشفى لإنعاش قلبه ليكون له أمل بالعودة للحياة، رحل وترك لنا أجمل الذكريات وبعض الحكايات الشاهدة على روحه النبيلة، رحل بعبق الحياة وبسمة الروح ولكنه سيظل حاضرًا بيننا وفي طيات دعائنا بأن تشمله العناية الإلهية بالرحمة والمغفرة وأن يبدله دار مقر أجمل وأبهى وأحسن مقامًا، طابت روحه بسلام غير أنا لفراقه محزونون.
لكل من غادرونا عزاؤنا أنكم في رعاية الله وأننا بكم لاحقون وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
"الرضا بالمكروه والقضاء أرفع درجات اليقين" الإمام علي بن الحسين.
الهوامش:
رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.