قبل أن نمشي في هذه الخاطرة بعيدًا أقدم لكم تهاني العيد قبل موعدها، تهاني أحرّ من طقس وادي منى في فصل الصيف وإذا كتب الله لي البقاء حيًا ألتقي بكم بعد عيد الحج. أعطيكم أيام إجازة وفترة صمت وراحة من الصورة التي ترونها كل يوم في صفحة «القطيف اليوم»! حافظوا على سلامتكم في إجازة العيد.
من باب الطرفة عندما أذكر هاتين الحادثتين أقول: العباقرة في العادة لا يحبون المدارس والشواهد كثيرة لكن السنوات أثبتت أنني أبعد من العباقرة بمسافات ضوئية. اكتشف إسحاق نيوتن الجاذبية ووضع قوانينها الأساسية تحت شجرة تفاح! أما أنا فكنت أهرب إلى نخلة لذلك لم أكتشف أي قانون!
شخصان كان لهما أثر كبير في حياتي وفي مسيرتي التعليمية والمهنية. أذكرهما من باب "من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل". أخي -الخطيب أحمد- انتقل إلى جوار الله منذ فترة وجيزة والرجل الأمريكي، المرشد الطلابي لمبتَعثي أرامكو -بل براي- لم أره منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ولا أستبعد أنه أيضًا انتقل إلى ربه. بحثتُ عنه كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي لأشكره بعد كل هذه السنوات لكن لم أجد له أثرًا!
انتظمتُ في الصف الأول الابتدائي في مدرسة الغالي في جزيرة تاروت. لم يكن مستغربًا انقطاع بعض الطلاب وتهربهم من الدراسة في تلك السنوات، وذلك ما سولت لي نفسي. انقطعت أيامًا عديدة، لم أدخل الصفّ الدراسي؛ أجلس خارج المدرسة، مختبئًا بين النخيل منتظرًا خروج الطلاب الزملاء من الصف ثمّ أعود إلى البيت. عرف أخي -رحمه الله- بشأن غيابي فأعطاني درسًا ذهبيًّا في العودة مرة أخرى للمدرسة. عدت ولم أتخلف عن أي حصة وأصبحت من الطلبة المتفوقين. في الصف السادس الابتدائي اشتركنا في المسابقات الثقافية وحصلنا على المركز الثاني على مستوى المنطقة الشرقية في حلقة مسجلة، بثها التلفاز السعودي من الدمام.
حصلت على بعثة في صيف 1979م إلى جامعة تلسا في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هندسة البترول والعمل مع شركة أرامكو. بدأت في دراسة اللغة الإنجليزية وأنهيت مقررات معهد اللغة باكرًا ولما كان زملائي لا يزالون يدرسون في معهد اللغة، يلعبون ويمرحون، أصابتني وحشة شديدة من الغربة وقررت العودة إلى الوطن. طلبت من المرشد الطلابي -بل- أن يساعدني في العودة فحثّني بشدة على البقاء ومواصلة الدراسة.
فكرت في الأمر بعمق وعدت إلى رشدي. واصلت الدراسة وأنهيت المقررات الدراسية قبل كل الزملاء. تمر السنوات وتضيع الفرصة من دون أن نقول شكرًا لمن أسدى لنا معروفا ويبقي الله وحده لا يضيع شيئًا!
من باب الطرفة عندما أذكر هاتين الحادثتين أقول: العباقرة في العادة لا يحبون المدارس والشواهد كثيرة لكن السنوات أثبتت أنني أبعد من العباقرة بمسافات ضوئية. اكتشف إسحاق نيوتن الجاذبية ووضع قوانينها الأساسية تحت شجرة تفاح! أما أنا فكنت أهرب إلى نخلة لذلك لم أكتشف أي قانون!
شخصان كان لهما أثر كبير في حياتي وفي مسيرتي التعليمية والمهنية. أذكرهما من باب "من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل". أخي -الخطيب أحمد- انتقل إلى جوار الله منذ فترة وجيزة والرجل الأمريكي، المرشد الطلابي لمبتَعثي أرامكو -بل براي- لم أره منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ولا أستبعد أنه أيضًا انتقل إلى ربه. بحثتُ عنه كثيرًا في وسائل التواصل الاجتماعي لأشكره بعد كل هذه السنوات لكن لم أجد له أثرًا!
انتظمتُ في الصف الأول الابتدائي في مدرسة الغالي في جزيرة تاروت. لم يكن مستغربًا انقطاع بعض الطلاب وتهربهم من الدراسة في تلك السنوات، وذلك ما سولت لي نفسي. انقطعت أيامًا عديدة، لم أدخل الصفّ الدراسي؛ أجلس خارج المدرسة، مختبئًا بين النخيل منتظرًا خروج الطلاب الزملاء من الصف ثمّ أعود إلى البيت. عرف أخي -رحمه الله- بشأن غيابي فأعطاني درسًا ذهبيًّا في العودة مرة أخرى للمدرسة. عدت ولم أتخلف عن أي حصة وأصبحت من الطلبة المتفوقين. في الصف السادس الابتدائي اشتركنا في المسابقات الثقافية وحصلنا على المركز الثاني على مستوى المنطقة الشرقية في حلقة مسجلة، بثها التلفاز السعودي من الدمام.
حصلت على بعثة في صيف 1979م إلى جامعة تلسا في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة هندسة البترول والعمل مع شركة أرامكو. بدأت في دراسة اللغة الإنجليزية وأنهيت مقررات معهد اللغة باكرًا ولما كان زملائي لا يزالون يدرسون في معهد اللغة، يلعبون ويمرحون، أصابتني وحشة شديدة من الغربة وقررت العودة إلى الوطن. طلبت من المرشد الطلابي -بل- أن يساعدني في العودة فحثّني بشدة على البقاء ومواصلة الدراسة.
فكرت في الأمر بعمق وعدت إلى رشدي. واصلت الدراسة وأنهيت المقررات الدراسية قبل كل الزملاء. تمر السنوات وتضيع الفرصة من دون أن نقول شكرًا لمن أسدى لنا معروفا ويبقي الله وحده لا يضيع شيئًا!