01 , مايو 2024

القطيف اليوم

النساء والرجال وآمال ما بعد التقاعد.. ماذا تغير؟

صيد الأسماك 
الجلوس في المقهى والحديقة
السفر 
النزهات
البيت الجديد والأحفاد 

عناوين جميلة نحلم بها، رجالًا ونساء، قبل إقفال باب المكتب في آخر يوم عمل، لكن سرعان ما تأخذنا الدنيا ومشاغلها أكثر فلا يتحقق من أحلام ما قبل التقاعد إلا القليل، إن تحقق شيء منها أصلًا!

وفرة المال والصحة والفراغ والرغبة لا بد أن تجتمع معًا لمداعبة أفكار ما بعد التقاعد ونادرًا ما اجتمع شيئان كيف بأربعة أشياء؟ مع ذلك حبانا الله في منطقتنا بأماكن يشتاق لها العالم كله، القريب والبعيد، ولا تحتاج زيارتها ميزانية ضخمة، من هذه الأماكن المدينة المنورة ومكة المكرمة والسياحة داخل الوطن.

كان جيل والدي -رحمه الله- يحلم بسيارة تقطع المسافة بين القطيف والحجاز في أيام قليلة بأمان وراحة فإذا جاء شهر رمضان ينشغل بالدعاء في ليلة القدر: اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام، في عامنا هذا وفي كل عام! أدعية يرددها وهو في الطريق إلى مكة الذي يبدأ من شهر رمضان ويصل بعد عدة أشهر إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة، يجتاز الصحاري متنقلًا من خطر إلى خطر وأحيانًا لا يصل وإذا وصل لا يعود!

كم نحن محظوظون مقارنة بالأجيال التي سبقتنا في الزمن؟ سهلت المواصلات الحديثة، السيارات والطائرات، الرحلات وقربت المسافات ولم تترك ثورة تقنيات التواصل من أثر للغربة عند المسافر. من يتذكر من القراء الكرام الرسائل الورقية؟ من يتذكر الانتظار في طابور خلف حجرة تليفون عام يتصل منه بالأهل والجيران والأصدقاء؟ من يتذكر صعوبة السفر في حافلات ليس فيها هواء بارد في الصيف وتتعطل مرات على الطريق؟ من يتذكر خدمة المحطات البائسة في الطعام والشراب وحجر الراحة والصلاة؟ من يتذكر؟ من يتذكر؟ 

أمن الطرق وتقارب المحطات ووفرة الماء والزاد وسهولة السير، على عكس ما كان من ركوب الرواحل وعبور الصحاري وحوادث الطرق نعمة نشكر الله عليها. نعمة تمكننا من التنقل والسفر بسهولة وسرعة وبكلفة أقل! (وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُمۡ وَبَیۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِی بَـٰرَكۡنَا فِیهَا قُرࣰى ظَـٰهِرَةࣰ وَقَدَّرۡنَا فِیهَا ٱلسَّیۡرَۖ سِیرُوا۟ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّامًا ءَامِنِینَ ۝١٨ فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ).

الضمير في الآيات يعود إلى قوم سبأ، ماذا كان حالهم وماذا دعوا الله أن يبدلهم وماذا كانت النتيجة! أما نحن فنقول: الحمد لله والشكر على ما أنعم ونطمع في المزيد. الغني والفقير يستطيع أن يسافر. لم يعد السفر مفخرة للأغنياء فحسب، الفقير يسافر ومتوسط الحال يسافر أيضًا. تختلف الوجهات والمقاصد وكله سفر!
سافر ففي الأسفارِ خمسُ فوائد
تفريجُ همّ واكتساب معيشةٍ
وعلم وآدابٌ وصحبةُ ماجدِ


error: المحتوي محمي