14 , ديسمبر 2025

القطيف اليوم

ألم يتذوق البعض جمال الحياة بعد؟!

يشدني ويجذبني استفهام جائر ويستوقفني طويلًا! وكلما عثرت على إجابة أكتشف فيما بعد أنها إجابة ناقصة! ما الحياة وهل الحياة جميلة وأين نحن من هذه الحياة؟ إثر هذا السؤال بعد لحظة تردد لن أقول لا أدري!  أحاول جاهدة أن أناجي الضمير من خلال الحياة، نعم الضمير هذه الكلمة تاهت من الذاكرة ومن المنطق أيضًا، أن نبدأ بالسؤال عن الحياة بعيدًا عن الفلسفة! ولدي رأي آخر هو أن تاريخ وزمن الحياة قد كتب بالدموع وبالبسمة بل وبالألم والأمل وليس هناك أجمل من أن تعرفه عن حياتك قبل أن تخوض فيها!

أسأل هنا ألم نبكي يومًا وبنفس الوقت نبتسم؟ ألم نشعر بالفرح وبالحزن معًا؟ هكذا نحن مع الحياة! سنصمد أمام أنفسنا حتى نحيا الحياة نفسها!  ولنجعل للحزن طعمًا وللفرح إيقاعًا وللصمت صوتًا! وإن كان البعض يشعر بالوحدة في الحياة فالبعض أيضًا بحاجة إلى من يسكن مع أحدهم للقضاء على الوحدة  والوحشة! صدقًا أعيش قصتي مع الحياة كيفما شئت، أحاول أن أستمع لأحلى صوت دون أن يزورني الألم والندم، وكأني أسمع صوت الصمت يعزف لحنًا جديدًا لحن الحياة لحن الأمل.

لنتناول عالم الوجود عالم الحياة عالم الكون بصدق وبعدالة الضمير! وقبل كل شيء  جميل أن نتمسك بالحياة وأن نرفع رؤوسنا بشموخ ونسير بكل ثقلنا إجلالًا وتقديرًا للحياة. لن أتأسف أو أندم أنني جئت في هذه الحياة! وفي هذا العالم الذي نسي البعض القيم و
كالمبادئ! فلا بأس مني أن أبوح بأسراري الفكرية وخواطري الأدبية لقلبي  قبل أن يصلك أنت أيها القارئ الكريم!

لنضع أمام أعيننا أن حياتنا مقدرة من الخالق، فلا نتأسف على شيء لم يتحقق لنا ولكن "قدّر الله وما شاء فعل" الحياة هكذا يوم لنا ويوم علينا. ولا طعم للحياة دون مشاكل ولا قيمة لها دون متاعب. والحياة أكثر جمالًا وروعة في عيون المتعبين دون مبالغة. نعم ومن أجل الحياة ننظر دائمًا إلى الجانب المشرق دون فقد  إحساسنا بالحياة فالحياة جميلة بأحبابنا بصحتنا  بتواضعنا بصلاتنا بقناعاتنا بكل شيء جميل فينا،   والحياة جميلة بطيورها وأزهارها وبشروقها وغروبها وشمسها ونجومها وقمرها  وكل هذا المزيج من الطبيعة ينعكس على القلوب والأرواح، حقيقة الحياة الجميلة رغم بعض الظروف القاهرة! هناك أمل والأمل يتجدد عند الشروق وهذا هو سر جمال الحياة.

قد يثار أمامي سؤال جائر وحائر! متى كانت الحياة جميلة بهذا القدر من الوصف؟!أقول هنا من الظلم للحياة أن نصفها بالقبح بل بالجمال فالحياة لا لون لها وإنما تستمد لونها من خلال أرواحنا.

سأتحدث عن جمال الحياة كما أراها أنا وقد يختلف البعض معي قليلًا! للحياة جمال، عندما تلمس يداي سماء الدنيا بحب الناس، وعندما ينبض قلبي بإحساس نبيل لنجاح من أحب، وعندما يمتلئ قلبي بإيمان قوي بالله!

ألم يتذوق البعض جمال الحياة بعد؟! وهدفي ليس استقصاء الموضوع بل مجرد إثارة الانتباه والمناشدة بعدم الإبحار في عمق التشاؤم بالتخلص تمامًا من المشاعر السلبية، حتى تشع حياتنا وإلا سيموت إحساسنا بروح الحياة! ألتمس العذر من البعض  بالاعتراض الآن والقول ما أقبح الحياة ويا لها من حياة غريبة! أرد وبقوة وأتفق معك وأشعر بقبحها وغربتها  ولكن! عندما يلفنا الألم والهم والحزن وتفوح منها رائحة المرارة ويكتسي اللون الأسود كل ما حولنا ولكن مهلًا! وماذا لو تسكن البسمة شفاهنا والفرحة قلوبنا ونكسب من خلال ذلك شعورًا بالجمال وروعة الحياة. أهمس في أذنك قائلة: الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها.

الحياة سر من أسرار الله، فلقد زرع الله جلت عظمته لنا غريزة عشق الحياة لنجد من خلاله السعادة والأمل والحب. قد يظن البعض أنها فلسفة وهمية، فالحياة قد تكون فعلًا كذبة حين لا نتقن كيف نحياها! الحياة ليست للأكل والشرب واللهو فقط! بل هي حياة الروح والنفس ولا بد أن نغذي حياتنا بالمبادئ والقيم لنتذوق جمالها.

دعونا نعيش حياة حقيقية لا كذبة فيها ولا وهم! ولنترجم صدق الحياة ببناء كل علاقاتنا مع الحياة، ولنشارك كل من نحب ونحلم بالأمل من أجل الحياة. ولنعتبر الحياة دربًا نصل من خلاله للجنة، رغم أنه هناك ممر طويل عريض! فالمعنى الحقيقي للحياة يمكن تحقيقه من خلال إصلاح علاقتنا بالله وحياتنا هي من الله.

   
لنحاول أن نجمّل  حياتنا بحب الآخرين، وسوف تصبح فعلًا حلوة باندماج القلب مع تسبيح الكون لعلنا نشعر بأننا جزء منه وحينها تبتسم لنا الحياة معلنة أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله! لعلنا نتخلص من متاعب الحياة فنسمو في درجات السعداء وتصبح الحياة جميلة وبنا تصبح الحياة أجمل.

 
وأخيرًا قد نعيش حياة قصيرة، وقد يكون عمري نصف عمرك وربما أجد في حياتي ما ينبغي أن يراه أحد في قرن من الزمن، وقد نشعر أن الوقت يمر بسرعة وربما يكون طويلًا وهكذا الحياة! فيها التناقضات، أنسيت الليل والنهار الشمس والقمر بل الحياة والموت؟ نجد تناغمًا وانسجامًا مع التناقضات. نحن للحياة أولًا وأخيرًا ونترقب فجرًا يتبع في هذه الحياة  فجرًا آخر!  فتأمل حياتك بنفسك لأنها حياتك أنت. أنت من حددتها كن عادلًا مع الحياة! ألا تحلم بالحياة في زمن دون تعقيد دون مجاملات زائفة دون ظلم دون وجع أنا أشعر دائمًا أني أمتلك الحياة كلها بكل أطيافها.


error: المحتوي محمي