
لدى أمهاتنا من - الجيل السابق - سلة من الأمثال العربية في كل مناسبة يستعملن واحدًا. وإذا أُعجب إنسانٌ بالشيء الغريب واستغنى به عن القريب قلن: "الفرنجي برنجي".
في فجر يوم اللغة العربية أو يوم قريب منه، كنت مع شبان في صالة رياضية والمذياع يصم الآذان بأغانٍ إنجليزية. أزعم أني أجيد اللغة الإنجليزية مع ذلك أستطيع أن أحلف صادقًا لم أفهم كلمة واحدة من الأغنيه ولا هم!
الهبوط في تذوق الكلمات أصاب أيضًا كلمات الأغنية العربية! فلم تعد تثري اللغة أو تستند إليها، إنما طقطقة طبل! وبما أن في التعميم نوع من الجحود، ربما يكون فيها ما هو جيد!
بعيدًا عن حلال أم حرام، فلست من أهل الاختصاص، أصاب فيروس التراجع كلمات وألحان الأغنية العربية. أيام زمان كانت الكلمة واللغة لها وزن. منتقاة من أجود أشعار الشريف الرضي عليه الرحمة وغيره من الأدباء:
قولي لطيفِك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريحَ وتنطفي نارٌ تأجج في الفؤاد
مضنىً تقلبه الأكُفُ على فراشٍ من سُهاد
كذلك:
أبكيكِ لَو نَقَعَ الغَليلَ بُكائي
وَأَقولُ لَو ذَهَبَ المَقالُ بِداءِ
وَأَعوذُ بِالصَبرِ الجَميلِ تَعَزِّيًا
لَو كانَ بِالصَبرِ الجَميلِ عَزائي
ثم قصائد أبي فراس الحمداني:
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لا يُذاعُ لَهُ سِرُّ
ثم:
أَذكُرُ الأيَّام يا حُلْوَ الهَوى في حَنَايا الغابِ عِند الجَدولِ
حين كُنّا والهَوى حُلوُ الغِوى نَتَشاكى في حَنينِ القُبَلِ
ضمَّنا الليلُ على بَوحٍ طَوى كلَّ ما في قلبِنا مِن غَزَلِ
فَأنا إن أشتكي مُرَّ النَّوَى لا تَلُمْني يا حبيبي أنتَ لِي
قارن هذه العينات مع ما يفزعك حين يوقظك في منتصف الليالي ما تسمعه من كلمات وكأنّ المقصود منها التفريط في الأدب! أحببناه أم أَبغضناه أدب الشعر العربي الذي غناه المغنون اهتز من الفرح له أقوام وحزن وغمّ منه آخرون! أما الأغاني الحديثة فهي تحتاج إلى متذوق لغوي وأدبي قبل أن نسميها أغنية!
أمر الأغاني يهون فهناك من الأضرار الواقعة على اللغة العربية الكثير! التأثير والتأثر من الأمور التي لا يمكن تفاديها في كل العصور وهما يخضعان لشعور داخلي يمكن تنظيمه بحيث يتأثر بالجيد ويتحاشى الرديء! وفي اللغة الإنجليزية وغيرها شواهد واضحة على أن اللغات في وقت ما أخذت من اللغة العربية الكثير من المفردات.
في فجر يوم اللغة العربية أو يوم قريب منه، كنت مع شبان في صالة رياضية والمذياع يصم الآذان بأغانٍ إنجليزية. أزعم أني أجيد اللغة الإنجليزية مع ذلك أستطيع أن أحلف صادقًا لم أفهم كلمة واحدة من الأغنيه ولا هم!
الهبوط في تذوق الكلمات أصاب أيضًا كلمات الأغنية العربية! فلم تعد تثري اللغة أو تستند إليها، إنما طقطقة طبل! وبما أن في التعميم نوع من الجحود، ربما يكون فيها ما هو جيد!
بعيدًا عن حلال أم حرام، فلست من أهل الاختصاص، أصاب فيروس التراجع كلمات وألحان الأغنية العربية. أيام زمان كانت الكلمة واللغة لها وزن. منتقاة من أجود أشعار الشريف الرضي عليه الرحمة وغيره من الأدباء:
قولي لطيفِك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريحَ وتنطفي نارٌ تأجج في الفؤاد
مضنىً تقلبه الأكُفُ على فراشٍ من سُهاد
كذلك:
أبكيكِ لَو نَقَعَ الغَليلَ بُكائي
وَأَقولُ لَو ذَهَبَ المَقالُ بِداءِ
وَأَعوذُ بِالصَبرِ الجَميلِ تَعَزِّيًا
لَو كانَ بِالصَبرِ الجَميلِ عَزائي
ثم قصائد أبي فراس الحمداني:
أَراكَ عَصِيَّ الدَمعِ شيمَتُكَ الصَبرُ
أَما لِلهَوى نَهيٌ عَلَيكَ وَلا أَمرُ
بَلى أَنا مُشتاقٌ وَعِندِيَ لَوعَةٌ
وَلَكِنَّ مِثلي لا يُذاعُ لَهُ سِرُّ
ثم:
أَذكُرُ الأيَّام يا حُلْوَ الهَوى في حَنَايا الغابِ عِند الجَدولِ
حين كُنّا والهَوى حُلوُ الغِوى نَتَشاكى في حَنينِ القُبَلِ
ضمَّنا الليلُ على بَوحٍ طَوى كلَّ ما في قلبِنا مِن غَزَلِ
فَأنا إن أشتكي مُرَّ النَّوَى لا تَلُمْني يا حبيبي أنتَ لِي
قارن هذه العينات مع ما يفزعك حين يوقظك في منتصف الليالي ما تسمعه من كلمات وكأنّ المقصود منها التفريط في الأدب! أحببناه أم أَبغضناه أدب الشعر العربي الذي غناه المغنون اهتز من الفرح له أقوام وحزن وغمّ منه آخرون! أما الأغاني الحديثة فهي تحتاج إلى متذوق لغوي وأدبي قبل أن نسميها أغنية!
أمر الأغاني يهون فهناك من الأضرار الواقعة على اللغة العربية الكثير! التأثير والتأثر من الأمور التي لا يمكن تفاديها في كل العصور وهما يخضعان لشعور داخلي يمكن تنظيمه بحيث يتأثر بالجيد ويتحاشى الرديء! وفي اللغة الإنجليزية وغيرها شواهد واضحة على أن اللغات في وقت ما أخذت من اللغة العربية الكثير من المفردات.