03 , يوليو 2025

القطيف اليوم

استشارية طب أسرة سارة العبد الله: كبار السن والنساء وذوو البشرة البيضاء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام

أوضحت الدكتورة سارة العبدالله (استشارية طب أسرة ومدربة في أكاديمية طب الأسرة) أن هشاشة العظام أو ترقق العظام هو المرض الذي تنخفض فيه كثافة ونوعية العظم؛ فتصبح العظام أكثر مسامية وهشة وقابلة للكسر؛ بسبب خسارة عنصر الكالسيوم، مشيرة إلى أن الكسور الأكثر شيوعًا الناتجة عن ترقق العظم تحدث في الورك والعمود الفقري والمعصم.

وبيّنت العبدالله أن أعراض هشاشة العظام في المراحل المبكرة من هشاشة العظام عادة لا تظهر أي أعراض، لكن مع تطور المرض من الممكن أن تظهر بعض الأعراض مثل: آلام الظهر؛ بسبب كسر أو انزلاق في إحدى فقرات العمود الفقري، ونقص في الطول، وانحناء القامة، وسهولة حدوث الكسور في العظام.      

وأشارت العبدالله إلى عوامل الخطورة الأولية والتي تتمثل في العمر، والجنس، والعرق، حيث يزداد الخطر بزيادة العمر، والنساء أكثر عرضة للإصابة، وذوي البشرة البيضاء أو الأصول الآسيوية أكثر عرضة للإصابة، إضافة إلى التاريخ العائلي؛ حيث يزداد الخطر إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة مصابًا بهشاشة العظام أو كسور الورك، وصغر البنية، أو الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ونقص إفراز الهرمونات، مثل انقطاع الطمث أو استئصال الرحم يؤدي إلى نقص هرمون الإستروجين، وفرط إفراز هرمون الغدة الدرقية والجار درقية، ونقص الأندروجين في الرجال. 

جاء ذلك ضمن محاضرة نظمتها أكاديمية طب الأسرة بتجمع الشرقية الصحي ممثلة بوحدة التطوع بعنوان "هشاشة العظام.. الوقاية والأعراض والعلاج" عن بُعد يوم الثلاثاء 28 جمادى الأولى 1445 عبر تطبيق الزووم، وألقتها الدكتورة سارة العبدالله والدكتورة سارة الجبران.

وذكرت الدكتورة العبدالله الأمراض التي تؤثر في العظام ومنها سوء التغذية أو مشاكل في الجهاز الهضمي، وبعض أمراض الدم، والإصابة بأي نوع من أنواع الإعاقة، وأمراض الغدد، والسرطان، وأمراض الكلى والكبد، والتهاب الفقار المقسط، والانسداد الرئوي المزمن، والسكري، مبينة الأدوية التي تؤثر في العظام وهي: (الكورتيزون) عن طريق الفم بجرعات عالية لفترة طويلة، وبعض أدوية المناعة، وبعض مضادات الذهان، وبعض الأدوية المضادة للصرع، وأدوية الجهاز الهضمي، وعلاج هرمون الغدة الدرقية، ومثبطات الأروماتيز، ومضادات معينة، ومضادات التخثر.

وأكدت العبدالله على أنه عند بلوغ 60 سنة فأكثر يجب رؤية الطبيب وكذلك من لديه التاريخ العائلي لهشاشة العظام وكسور الورك، وبعد انقطاع الطمث عند النساء، أو استئصال المبايض، وعند تناول الكورتيزون لعدة أشهر، وعند تناول الأدوية مثل: مضادات التخثر، وأدوية الصرع.

وأضافت الدكتورة سارة الجبران (طبيب مقيم طب أسرة) أنه في الغالب كتلة العظم تستمر في الانخفاض دون أن يشعر المرء بشيء، إلى أن يحدث الكسر؛ ومن هنا تظهر أهمية الفحص المبكر، ويستدل على أن الشخص لديه هشاشة عظام من خلال قياس كثافة العظام (مقياس دكسا)، مبينة أنه يمكن قياس كثافة العظم عن طريق جهاز يستخدم مستويات منخفضة من الأشعة السينية حيث يتم خلال هذا الاختبار عادة فحص عظام الفخذ والعمود الفقري.  

وشرحت الجبران قياس كثافة العظام، حيث ذكرت أنه إذا كانت كثافة العظام تساوي أو أكثر من -1 فهي في المعدل الطبيعي، وإذا كانت كثافة العظام تتراوح بين -1 إلى -2.5 فهي في مرحلة قلة أو لين العظام، وإذا كانت كثافة العظام تساوي أو أقل من -2.5 فهي في مرحلة هشاشة العظام، والفحص المبكر يجرى للنساء عندما تبلغ سن 60 عامًا فأكثر والرجال عندما يبلغ 65 عامًا فأكثر أو أقل من 60 عامًا مع وجود أحد عوامل الخطورة، مبينة أنه يتم إجراء الفحص عن طريق الفحص البدني، والتاريخ المرضي، وقياس كثافة العظام.

ونوهت الجبران بأن معدل الاحتياج للكالسيوم بالنسبة للنساء 1200 مغ في اليوم، وللرجال 1000 مغ في اليوم، وفيتامين د: يحتاج الشخص من عمر 50 سنة وما فوق إلى 800 - 1000 وحدة دولية في اليوم، وحذرت من التمارين عالية الشدة مثل القفز أو الركض أو الهرولة والتي يمكن أن تؤدي ممارستها إلى انكسار العظام الهشة، وتجنب الحركات المفاجئة والسريعة بشكل عام، وتجنب تمارين لمس أصابع القدمين أو الأنشطة الأخرى التي قد تتطلب الانحناء بشكل شديد، وكذلك شددت على الحذر من السقوط؛ لأنه يزيد من فرص حدوث الكسور.

وأوصت الجبران باتباع نظام غذائي صحي، والتعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن 20 دقيقة يوميًا، وتجنب القيام بمجهود بدني شاق، والممارسة المنتظمة للرياضة والتمارين الرياضية، وتحسين أسلوب الحياة، حيث ينبغي على الأشخاص في منتصف العمر وما بعده اتباع نمط حياة صحي بتجنب التدخين والكحول، وتقييم خطر الإصابة بهشاشة العظام، وأخذ الأدوية والمكملات؛ للمساعدة على الحفاظ على كتلة العظام وتقليل خطر الكسور.


error: المحتوي محمي