حجابُ المرأة

وإذا النساءُ تسامحت وتجاهلت

أمرَ الحجابِ ترى بذاك تحرُّرا

وكأنَّما نُسِخَ الحجابُ وحُكمُهُ
وترى بأنَّ الوقتَ حانَ لِتُسفِرا

مهلاً فتاةَ العصرِ ولتصغي لِما
نصّ الكتابُ به وكان مُذكّرا

أترَين أنَّ الله جَاءَ بفرضِه
عبثاً وَلَيْسَ لحكمةٍ قد أصدَرا

كلاّ وما شرَعَ المهيمنُ شِرعةً
إلاّ لمصلحةٍ تعودُ إلى الورى

حسبتْهُ قيداً خانِقاً ولبئسما
حسبتْ وساعدها الرَّجيمُ وأثّرا

والنّفسُ منها إن تكُن أمَّارةً
بالسُّوءِ لم تُفلِح وأبدت مُنكَرا

إنَّ الحجابَ على النساءِ لواجبٌ
عيناً كما فرضُ الصلاة تقرَّرا

هو ما يُميّزُ كلَّ أنثى تنتمي
لشريعة الإسلامِ فيما قد ترى

فاعجب لمن وصفوا الحجابَ تخلُّفاً
وهو الذي للطهرِ كان المظهَرا

واعجبْ لأمرِ فتاتنا أبدت لِما
فيه الإثارة دُونَ أن تتفكَّرا

ما كانَ كشفُ الوجهِ قَبْلَ زماننا
أمراً مُساغاً لو رجعتَ إلى الورا

وَلَئِن أباحَ الشرعُ كشفَ الوجهِ لم
يُطلقهُ حتّى بالشرائطِ أطَّرا

مع ذاك حبَّبَ للفتاةِ صيانةً
لمفاتنٍ فيها بأن تتستَّرا

والسِّترُ للقدمين أمرٌ واجبٌ
ما بالُها تركتهُ حتَّى أُخِّرا

والاختلاطُ مُحرَّمٌ ما بالُه
أخذَ اتساعاً في المحافلِ يا تُرى ؟!

لِمَ تنطلي الأوهامُ حتّى قد دعت
تركَ الحجابِ تمدُّناً وتحضُّرا

هو شرعُ دينٍ لم يَكُن وِفقَ الهوى
وهو الذي للحشرِ لن يتغيَّرا

فتمسَّكي أُختاهُ بالأمرِ الذي
قد شرَّعَ الدينُ الحنيفُ بلا مِرا

وتجلببي ثوبَ العفافِ فإنَّهُ
شرفٌ ويسقيهِ الحياءُ لِيثمِرا

وخُذي من الزهراءِ وابنتها التي
ضُرِب المِثالُ بخدرِها إذ لا تُرى

نهجَ الحجابِ لفاطمٍ ولزينبٍ
تُرضِينَ في ذاك المليكَ الأكبرا .


error: المحتوي محمي