الغريافي: «حمامة الحي لا تطرب» ومهتمون يطالبون بمتحف تاريخي للقطيف

أثار لقاء ديوانية سنابس الأسبوعي نقاشًا حول مطالبات المهتمين بإحياء وحفظ تاريخ محافظة القطيف الضارب في عمق التاريخ، القابع في أرضها من قبل 750 ألف سنة، والدعوة لرعايته بجعله باقيًا للأجيال الحالية والقادمة، عبر مشاريع تنموية بتكاتف الأفراد والجهات المعينة بحفظه.

ونظمت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس لقاءً يوم أمس، الجمعة 8 ذو القعدة 1439هـ، استضافت فيه الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي، وتحدث حول “ما لا تراه بعين السائح والباحث في القطيف”.

وشهد اللقاء حضورًا نخبويًا من المهتمين بالشأن التاريخي والثقافي والاجتماعي بالمجتمع، بدأه العريف زهير الضامن بالتعريف بابن القطيف “الغريافي”، الذي قدم نبذة موجزة عن نشأته بين طرقات وبيوت وأسواق القطيف، في أحضان عائلة اتخذت التجارة مهنة لها، حيث أتيحت له فرصة للتعرف على عدة شخصيات، من مختلف الثقافات.

وقدم “الغريافي” أيضًا نبذة تاريخية موجزة عن تاريخ القطيف الجغرافي قديمًا، مقسمًا المعالم التاريخية الموجودة فيها إلى قسمين، هما؛ المندثرة والمتبقية، حاصرًا المندثرة بين: العيون والحمامات، والمرتفعات الجبلية، أما المتبقية فهي: مدفن جاوان بصفوى، وبرج أبو الليف، وكذلك الأبراج والقلاع والمطار.

وانتقد علاقة المواطن القطيفي بتاريخه بقوله: “حمامة الحي لا تطرب”، وأكد أنه مع ما تتمتع به القطيف من معالم أثرية، إلا أن هناك اختلافًا في الجذب بين عين السائح والباحث والمواطن والمقيم.

وتطلع الباحث إلى مستقبل السياحة في القطيف، لوجود بوادر التطوير من قبل المسؤولين، مبينًا الأسباب التي تجذب السائحين للقطيف في الوقت الحالي وتتعدد بين؛ الأغراض البحثية الدراسية، والبحث والتنقيب، وكذلك زيارات الرجال الدبلوماسيين بغرض التعرف على المناطق، بالإضافة إلى زيارات المؤرخين والكُتاب والمثقفين العرب والمحليين، والزيارات الترفيهية.

وأكد حاجة محافظة القطيف إلى صحوة ونقلة لتغيير النظرة إلى السياحة المحلية، ونشرها بصورة ثقافة نوعية بين الأفراد ومحاولة انتهاج أساليب تساعد على النمو السياحي وهي؛ التخطيط المستقبلي الواعي، وإقامة الفنادق والمنتجعات، والإعداد السياحي والاستعداد له إعلاميًا ودعائيًا.

وأشاد بالأقلام الأدبية التي تكتب عن القطيف ومعالمها، معتبرًا هذه الكتابات نوعًا من التدوين للتاريخ سواء كان عن أحداث الماضي أو الحاضر، بطابعة الكتب المصورة والنشرات التي تبرز أهم المعالم التي توضح بعض المعالم التاريخية.

واستعرض بعض الاقتراحات والأفكار التي تعزز السياحة في محافظة القطيف، حيث كانت: التعرف على المعالم والآثار، وتجميع القطع والآثار المبعثرة، وإنشاء المتاحف الملائمة للبيئة وتاريخها، وتقديم الدراسات الأنثروبولوجية (العادات والتقاليد)، مع إحياء المهن والحرف، والفولكلور الشعبي.

وتعددت المداخلات من الحضور، والتي كان بينها دعوة الباحث فتحي البنعلي إلى تكاتف جهود أصحاب المتاحف الشخصية في المحافظة بحمل حضارة القطيف.

من جانبه، تساءل علي الغراب: “متى نستطيع بناء متحف يحمل تاريخ وهوية القطيف وبأيدٍ قطيفية”.

ونبه سلمان العيد إلى أهمية معرفة الأجيال قيمة ما لدينا من آثار تاريخية لسكان المنطقة، مع جمع شتات المتحف الشخصية في القطيف.

وختم اللقاء بالشكر والتكريم من تنمية سنابس للضيف “الغريافي” على ما قدمه من معلومات أثرت الجميع.

 


error: المحتوي محمي