صفوى.. سيدة الأخلاق تمنح آل عجاج وسام البر بالوالدين

احتفت “مسابقة أخلاق البر”، التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، بالمواطنة رقية آل عجاج في الحفل الذي أقيم لها لما قدمته من إنجازات علمية وعملية، داخل المملكة وخارجها رغم الصعوبات التي واجهتها كونها كفيفة.

وأقيم الحفل يوم السبت 30 شوال 1439هـ، تحت شعار “للبر معنى آخر.. الإنجاز” بحضور عدد من سيدات المجتمع، وعائلة الضيفة آل عجاج، وعضوات “مسابقة أخلاق البر”، بمقر المسابقة بصفوى.

كشفت آل عجاج عن رغبتها في إطلاق المبادرة التطوعية “عيش حياتك” بالتعاون مع “مسابقة أخلاق البر”؛ بهدف الاهتمام بتوفير بيئة مناسبة لذوي الإعاقة بالطريقة التي تناسبهم، دون قيود، وتمنحهم الاستقلالية للاستفادة من الخدمات المتوفرة في المرافق الخدمية العامة في المجتمع.

واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية لرئيس “مسابقة أخلاق البر” خضراء آل مبارك، أعربت فيها عن فخرها بما قدمته رقية من إنجازات شخصية ووطنية.

واعتبرت المبارك تجربة آل عجاج، في كلمتها، مسيرة الإصرار والتحدي لجمع الإنجاز والعطاء، كما أن مسيرتها دروس الصبر والسعي لتحقيق الآمال، ومواجهة كل ما يعترض طريق النجاح والصعوبات للوصول إلى شواطئ الإنجاز، لافتةً إلى أن الإنجازات التي تمكنت من تحصيلها العجاج اقترنت بصور البر لوالديها اللذين أوصلاها إلى تحقيق ما تصبو إليه.

من جانبها، أعربت رقية آل عجاج عن شكرها وتقديرها لإدارة مسابقة أخلاق البر، موضحةً فكرة المبادرة التي تطمح إلى إطلاقها بالتعاون مع مسابقة البر، داعيةً المهتمين إلى الاهتمام بذوي الإعاقة، ومحاولة خلق بيئة تناسبهم بتفعيل “نظام الوصول الشامل”.

وتحدثت عن تجربتها في الدراسة في الخارج وحصولها على شهادة الماجستير في التربية الخاصة والقيادة والتعليم، من جامعة تكساس الأمريكية، بعد حصولها على بكالوريوس الإعلام من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وتطمح لإكمال دراستها والحصول على شهادة الدكتوراه في “التعليم التربوي والتخصص في التعليم التربوي لذوي الإعاقة”.

وأشارت إلى حرصها على المبادرة الإبداعية لحل المعوقات التي تتعرض لها، لإيمانها بأن هناك غيرها سيتعرض لها، ولابد أن تكون بارقة ومفتاح أمل لمن حولها، ومنها حرصها على الدعوة إلى تقديم دورات تدريبية للقراء المرافقين للمكفوفين، بتدريبهم على القراءة الجهرية للشخص الكفيف والاتصال مع الطالب.

وذكرت أنها لجأت في رسالتها الماجستير إلى التركيز على الدمج ومقارنة التربية الخاصة في أمريكا بمجتمعنا، حيث أبهرها هناك الأهالي في مطالبتهم بحقوق أولادهم من ذوي الإعاقة والعاديين، وتأليف الكتب لكيفية تربيتهم والتعامل معهم.

واستعرضت تجربتها في استخدام “العصا البيضاء” التي منحتها الاستقلالية بدرجة كبيرة، مستذكرة الحاجة الكبيرة للرفع من مستوى وعي المجتمع بحاجة الكفيف لبعض المعلومات والمهارات التي ينبغي أن يتمتع بها المحيطون بالكفيف ليكون لديهم وصف دقيق للجهات أو الموجودات التي حولهم، مع معرفتها بضرورة استخدام حواسها كذلك ليتمكنوا من إيصال ذلك للكفيف عند احتياجه لها.

وتعددت المداخلات من الحاضرات، ومنها كلمة الكاتبة اشتياق آل سيف، التي اعتبرت تجربة رقية فريدة من نوعها، وهي ثمرة التربية الصالحة من والديها لها وإلى جميع أخوتها، وهذا لم يكن إلا من خلال معرفتها عن قرب ومنذ سنوات، مفصحةً عن عزمها على أن تضم سيرة رقية في كتابها القادم “نساء عظيمات”.

وبينت المدير السابق إلى الثانوية الأولى بصفوى لطيفة العليان كيف كان تعامل إدارة المدرسة مع رقية آل عجاج خلال سنوات دراستها إلى أن تخرجت، بأنها هي من ساعدت نفسها بشكل غير مألوف؛ نتيجة لتفوقها واجتهادها الدائمين، بالإضافة إلى دور مشرفة الصعوبات والدمج في البحث عن قوانين خاصة بهذه الفئة مع المتابعة مع مكتب الإشراف بمكتب التعليم، وكذلك تعاون الطالبات فيما بينهن، بعد توفير قارئ بصري.

وقدمت أنيسة الدحيم كلمة عن كوفي هاوس الراعي للحفل أعربت خلالها عن فخر صفوى بإنجازات ابنتها، وما وصلت له إلا بعد إمساكها خيوط التحدي بالإرادة والصبر، لاجتياز العقبات وتحولها إلى هدف يعتز به الجميع، مع تقديم دعوة إلى حفل خاص في مقرهم بصفوى.

واختتم الحفل بتكريم آل عجاج من مسابقة أخلاق البر ومنحها تذكارًا وسام البر، عرفانًا منها على الإنجازات التي حققتها والتي يفخر بها الوطن.


error: المحتوي محمي