أبرد من طبع اليوسفِية!

في اللغة؛ تَطَبّع النهر بالماء: امتلأ وفاض.

من مسميات سواقي ومجاري المياه عندما كانت العيون وهي أنهر دافقة؛ “طِبع أو طُبع” بحسب نطق البلدة القطيفية.

“الطبع” غير مجوار للعيون؛ مكانه يبتعد عن المصدر المتدفق الساخن صيفًا وشتاءً، “لطبوع” تكون واسعة نسبيًا وضحلة مغمورة بعذب الماء، تستفيد منه النسوة في “تسبيح الجهال” وغسيل المواعين و”لفياب والبسطَة”.

“طبع اليوسفية” اشتهر في العوامية ببرودته، في الستينيات والسبعينيات المنصرفة؛ كانت لعبة “الجلاد والحاكم” التي بمعايير الحاضر عنيفة ومؤذية، فالقاضي يأمر الجلاد بضرب السارق عدد من “المَزَقَات” على باطن يديه بالعصا أو المسطرة بقول: أبرَد من طبع اليوسفية، والقصد أن يكون تعزيرًا مؤلمًا!

في شارع الإمام علي “القطيف”، بالتحديد في الطريق غرب مخبز “أبو السعود” حاليًا؛ وجد سالفًا الـ”خَنّاق”، الذي كان “طبعًا كبيرًا”، برودته “بنچ المرابعين” لا تُحتَمَل، حيث تصله النسوة من “القلعة وباب الشمال والجراري” للاستفادة، الأرجح أن سبب التسمية أتى من الاختناق، فغمس الأرجل فيه يكتم الأنفاس!


error: المحتوي محمي