مباراتان لا يمكن التكهن بنتيجتهما نظرًا لتقارب المستوى بينهما، وما آلت إليه النتائج في هذه النسخة التي يعتبرها الكثيرون نسخة المفاجآت.
وحين ننظر إلى المدربين المشرفين على هذه المنتخبات الأربعة، نجد أن أعمارهم متقاربة
روبيرتو – مدرب بلجيكا / 44 سنة
غاريث – مدرب إنجلترا / 47 سنة
ديدييه – مدرب فرنسا / 49 سنة
زلاتكو – مدرب كرواتيا / 51 سنة
فهنا نضع المدربين في طموحاتهم، وهذا حق مشروع لكل مدرب، ديدييه ديشان يريد أن يجعل اسمه ضمن المدربين الذين حققوا كأس العالم وهم لاعبون ومدربون مثل:
بيكنباور مع ألمانيا
زاجالوا مع البرازيل
ويريد أن يكون اسمه كثالث مدرب يحقق هذا الإنجاز، وينفرد ديدييه بهذا الطموح.
أما غاريث، مدرب إنجلترا، فهو يبحث عن إنجاز شخصي له بعد التجربة التي خاضها مع منتخب إنجلترا تحت 20 سنة، ويشترك مع ديدييه في أن منتخبيهما حققا كأس العالم سابقًا لمرة واحدة.
أما مدرب بلجيكا السيد / روبيرتو، فهو أصغر مدرب بينهم بـ 44 سنة، مدرب صاحب طموح كبير، واختياره اللاعب هنري كمساعد له اعتبره الكثيرون ضربة معلم، يريد أن يصنع لنفسه ولبلجيكا اسمًا بين الكبار.
وأما زلاتكو، مدرب كرواتيا، فهو أكبرهم من ناحية العمر وأقلهم خبرة من الناحية التدريبية، حيث عمل بأندية الخليج كالهلال والفيصلي السعوديين والعين الإماراتي، وما توصل إليه إلى الآن يعتبر إنجازًا شخصيًا فصنع لنفسه اسمًا سيتردد لاحقًاا كثيرًا.
نرجع إلى نصف النهائي
فرنسا : بلجيكا
إنجلترا : كرواتيا
سيتوقع الكثير سيناريو معينًا للمباراتين مبني على المستويات التي قدمتها الأربع فرق في المباريات السابقة.
وهنا يجب أن أذكر الجميع بالآتي: حتى تتحقق توقعاتكم يلزم على جميع اللاعبين أن يؤدوا بنفس المستوى التي أدوا به في المباريات السابقة وهذا مستحيل، لماذا؟ لأن الفريق الخصم مختلف واللاعب الذي سيواجهه غير، فاللاعب لن يؤدي مثل المباراة السابقة، فإما أن يؤدي أداءً أفضل أو أقل، وهذا حال جميع اللاعبين.
وقراءات المدربين للمنتخبات سيكون لها أثر، فأفضل المدربين هم من يستطيعون توظيف لاعبيهم حسب إمكانياتهم وإمكانية الفريق الخصم، ولزامًا علينا أن نعرف أنه ليس جميع اللاعبين سيُطبقون ما يأخذونه من تعليمات، وهناك لاعبون سيتوفقون وسيطبقون الأوامر.
والشيء الآخر الذي يجب معرفته هو: ممكن تذهب كل التكتيكات التي يضعها مدرب الفريق هباءً منثورًا، وذلك لقوة الخصم ولتغير تكتيك الفريق الخصم، ولعدم تنفيذ اللاعبين ما يطلب منهم.
فالمباراتان في وجهك نظري الخاصة غامضتان بمستواهما وبتوقعاتهما ومن سيفوز بهما، ولا يمنع ذلك أن تتوقع، فممكن أن تتوفق في توقعاتك، ما يهم هو أن تعرف أن هذا توقع ممكن أن تصيب وممكن تخيب، فإن صدق توقعك فأنت لست بساحر، وإن خاب توقعك فهذا لا ينقص منك شيئًا.