
أكد مختصون أن “حب التملك” غريزة طبيعية إذا لم يتجاوز حدوده الطبيعية في امتلاك الأشخاص المقربين.
وعرف الاختصاصي النفسي محمد العوامي “حب التملك” بأنه وجود رغبة قوية عند أحد الشريكين سواء من صديق أو زوج بتملك الآخر والتحكم به والسيطرة عليه، والتعدي على حدوده الشخصية، ومطالبته الدائمة بالحب والاهتمام، والغضب والغيرة الشديدة عند عدم حصول ذلك.
وأوضح أنه يكون أيضًا بمنع الشريك من التواصل مع الآخرين أو الخروج من المنزل، وغضبه الشديد عند رؤية شريكه يتواصل مع غيره كأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، وقال: “حب التملك لا يعتبر بحد ذاته كتصنيف مرضًا أو اضطرابًا نفسيًا، ولكنه قد يوجد لدى أشخاص لديهم اضطرابات في الشخصية”.
وأشار إلى أنه تشتد حدته لتصل إلى اعتقادات خاطئة وشكوك غير مبررة بأن الطرف الآخر قد يكون خائنًا ويقضي أوقات حميمة مع أشخاص آخرين”.
وذكر أن بعض العلامات التي تدل على وجود الشخص في علاقة “حب تملك”، هي: فقدان أحد الطرفين للحرية الشخصية وعدم القدرة على قضاء الأوقات الشخصية من هوايات أو زيارات، وحتى اتخاذ القرارات الشخصية دون تدخل الطرف الآخر.
وأضاف: وغضب الطرف المتملك من الآخر عند عدم تلبية رغباته وقد يصل الغضب للإساءة اللفظية والجسدية، وتهديد الطرف الذي يحب التملك بترك الآخر عند عدم سماع أوامره أو تنفيذ طلباته، كالتهديد بالرحيل والانفصال النهائي.
وبيّن أن المراقبة الدائمة، بأن تجده يراقبك دائمًا ويحاول معرفة أين أنت ولماذا؟، ويتصل بك من وقت لآخر، ولا يريدك أن تعمل أي شيء من دونه، بالإضافة إلى غيرته الشديدة عند رؤيتك سعيدًا وتقوم بعمل ممتع من دونه، أو غيرته الشديدة عند رؤيتك تحادث شخصًا آخر.
وأكد أن حب التملك كغريزة عاطفية طبيعية موجودة عند كل شخص، وقال: “عندما نحب شخصًا نريد أن نقضي معظم أوقاتنا معه وأن نظهر الاهتمام به والقلق عليه في حال عدم وجوده”.
ونوه إلى أنه عندما تزيد هذه الغريزة عن المستوى الطبيعي فإنها تصل للأنانية والتحكم بالشخص الآخر والتضييق عليه في جميع مجالات حياته.
من جهة أخرى؛ أوضحت الاختصاصي النفسي أبرار الحبيب أن حب التملك غريزة طبيعية في الإنسان، وهو يعبر عن المحاولة المفرطة في امتلاك الأشياء أو الأشخاص مع محاولة التحكم بها.
وذكرت أن هذه الغريزة موجودة عند كل البشر، لافتة إلى أنها لا شك تحتوي على جانب إيجابي يساعد على تقدير الممتلكات والمحافظة عليها، ولكن عندما يبالغ الشخص في رغبته الحصول على ما يريد دون اعتبار للحدود الشخصية للآخرين أو الاجتماعية يبدأ ذلك بأن يمثل مشكلة.
ورأت أن طريقة التخلص من حب التملك تكون بمحاولة زيادة تقدير الذات وضبط النفس، وقالت: “يؤكد الشخص نفسه بأنه لن ينظر ما عند الآخرين لأنه واثق ومكتفٍ بما لديه”.
ودعت إلى اللجوء لمساعدة نفسية عندما يبدأ الموضوع بالامتداد، مسببًا مشاكل أخرى على صعيد العلاقات والحياة الشخصية.
وفيما يخص الأطفال، أوضحت أن حب التملك غريزة يولد الإنسان بها، فالطفل ومنذ سنوات عمره الأولى يتعلق بوالدته بشدة، ويغضب إذا اهتمت بشيء أو شخص آخر وانشغلت عنه، كما يتعلق بلعبة أو غرض معين بحيث يكون المفضل لديه.
ووجهت بأنه يحب على الأهل الانتباه لهذا الموضوع مبكرًا، ومحاولة تربية الطفل على المشاركة مع مراعاة الاحتياجات الطبيعية ومتطلبات المرحلة العمرية للطفل والمفاهيم التي يدركها الطفل والتي لا يدركها.
وقالت: “في عمر معين مثلًا يكون الطفل محور نفسه ويعتبر الأشياء ملكه ولا يتقبل مشاركتها مع الآخرين وأنهم ليس من حقهم حرمه منها، فإنه لا يدرك معنى المشاركة بعد، وعندما لا يتم التعامل مع ذلك بطريقة صحيحة، عندما تغضب الأم مثلًا أو تحرم الطفل مما يريد أو تجبره أن يتنازل عن أشيائه للآخرين دون رغبة منه أو على العكس تعطيه ما يريد وتوفر له ما يطلب وتدللـه فلا يدرك قيمة الأشياء ومعاناة الحصول عليها.
وأكدت أن كل أساليب التنشئة هذه قد تسبب مظاهر سلوكية ومشكلة في المستقبل.
واختتمت بأنه لابد أن يدرك الشخص ما له وما عليه بأن يراعي خصوصيات الآخرين كما يطالب الآخرين بأن يراعوا خصوصياته، ويدرك حقيقة أننا لا نستطيع الحصول على كل ما نريده، ونستطيع التحكم في أنفسنا لكن ليس لنا الحق أن نتحكم بالآخرين.
ونوهت على ضرورة أن نستغل حبنا في التملك لتطوير أنفسنا والرفع من قيمة ذواتنا والمحافظة على أشيائنا وعلى الأشخاص في حياتنا، دون المساس بالآخرين أو إيذائهم.