المرأة وقلق المجتمع ١-٣

المرأة في مختلف الحقبات التاريخية

المرأة هي اللبنة الأساس، حيث تتمتع بمكانة مرموقة كأم مربية للأجيال في المجتمعات الإنسانية.

مرت المرأة بمراحل كثيرة، من عهد أبينا آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر.

قبل التاريخ لا تتوفر معلومات عن علاقة الرجل والمرأة ونظرة المجتمع آنذاك لها.

في الحضارة الفرعونية، حظيت المرأة بحقوق، إذ كانت من أفضل الحقبات التاريخية، أُنصفت فيها المرأة نوعًا ما، لكنها ظُلِمَت فيما يسمى بظاهرة عروس النيل (يلقى بأجملهن في نهر النيل ظنًا منهم أنه بهذا سيفيض ويعم النماء”.

لدى الإغريق، تسمى المرأة رجس من عمل الشيطان، تباع وتشترى في الأسواق، ولا تتمتع بالحقوق الإنسانية، ولا ترث، وليس لها الحق في التصرف في المال.

 

المرأة عند الرومان، كانت متاعًا وسلعةً رخيصة يتملكها الرجل له حرية التصرف فيها كيفما شاء ورغب.

الرجل كان يعتبرها شرَّا يجب اجتنابه، فقط خُلِقَتْ للمتعة، خاضعة له كأب وكزوج، يتصرفان في إبقائها حيةً أو ميتةً، تصبح مملوكة لزوجها بعد الزواج.

كان الطلاق منتشرًا ولأتفه الأسباب، وضعوا على فمها قفلًا لمنعها من الكلام، اعتبروها أمةً شرعيةً لرب الأسرة كما عبيده.

في قانونهم المرأة بلا نفس أو خلود، لن ترث الحياة الآخرة، هي رجس، عليها عدم أكل اللحم وعدم الضحك والصمت، ومن واجباتها إمضاء كل وقتها في الطاعة والخدمة.

كانوا يسكبون الزيت الحار على جسدها، يربطونها بذيول الخيول، ثم يجرونها بأقصى سرعة، كما يربطون الشقيات بالأعمدة، ويصبون الزيت الحار والنار على أبدانهن.

لها أن تتزوج رجلًا بعد آخر، ذكر القديس جروم، عن امرأة تزوجت في المرة الأخيرة الثالث والعشرين من أزواجها، وكانت هي أيضًا الزوجة الحادية والعشرين لبعلها.

المرأة قبل الإسلام كانت توأد خوفًا من العار، تعيش بدون كرامة مهانة مرتهنة للذل والظلم، تعيش بلا حقوق وبلا إنسانية و أخلاق بل تعتبر كما العبيد.

جاء الدين الإسلامي فرفعَ مكانة المرأة، وأنصفها وكرمها وحافظ على عفتها و طهرها، رفع عنها الظلم والضيم وأعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة، جعل منها إنسانة تتمتع بكل ما يحافظ على كرامتها ومكانتها في المجتمع.


error: المحتوي محمي