استضاف ملتقى “سفينة النجاة” في جلسته الشهرية يوم أمس، الثلاثاء ١٢ شوال ١٤٣٩هـ، الاختصاصي النفسي أحمد آل سعيد، لتقديم محاضرة بعنوان “كيف نتعامل مع أبنائنا المراهقين”، بحضور ٤٠ سيدة.
وقال “آل سعيد” إن المراهقة تعد مرحلة انتقال من الطفولة إلى الرشد، وهي من أصعب المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء، وتواجهها الأسرة بعدم فهمها لها.
وأوضح أن المميزات التي يتسم بها المراهق هي؛ التقلب المزاجي والاندفاع والعدوان والحساسية المفرطة، ورفض النصح والتوجيه، ومغايرة المعايير الاجتماعية، مع الميل للوحدة والشعور بالإهمال والرفض، ولوم الآخرين.
وبيَّن في حديثه أبرز الصراعات النفسية بهذه المرحلة، والتي تظهر في صورة صراعات بين مطالب الرشد وبواقي الطفولة، وبين السعي للحرية وتحقيق الذات والضغوط الاجتماعية، وكذلك الصراع بين ضبط الأنا والمثيرات الخارجية، بالإضافة إلى الصراع بين المراهق والأجيال الأخرى “الوالدان والكبار”.
وأرشد “آل سعيد” إلى أساليب تربوية لكيفية التعامل مع التغيرات السلوكية ومنها؛ التهيئة للوالدين والمعلمين بطليعة هذه التغيرات، وتنمية الثقة بالذات لدى المراهقين لمواجهة هذه التغيرات، وتوفير الأنشطة التي يستثمر فيها المراهق التغيرات الجسمية الحادثة له، وتبصير المراهق بالمعلومات المعرفية عن تغيراته الجسمية والفروق الفردية فيها وتقبلها، كما أنه علينا التركيز على سلوكيات أبنائنا وليس على ذواتهم.
وحذر من اُسلوب الذم والتجاهل والنقد، حيث أكد أنه ينعكس سلبيًا على مفهوم الذات، كما أكد أنه يجب التركيز على استثمار طاقة المراهق في أوجه النشاط الثقافي والفني والعلمي والاجتماعي، مشددًا على ضرورة إتاحة الفرصة لهم لإبداء الرأي والتعبير الصادق عن المشاعر، والتركيز على أسلوب الحوار والمناقشة الهادئة مع المراهق.
وأجاب “آل سعيد” عن تساؤل: “هل نحن دائمًا على حق؟”، قائلًا: “بَعضُنَا يشعر بأنه يفرض سلطته ويحتفظ بهيبته مع الأبناء، لذا يجب أن نكون مستعدين لسماع وجهات النظر الأخرى، ونستبعد اُسلوب العقاب البدني، ونساعدهم على إنماء عادات دراسية صحيحة”.
وقدم قواعد ذهبية للتعامل مع المراهق عبر ممارسة مهارات عدة منها؛ تعلم حسن الإصغاء، وعدم تعجل اللوم أو التأنيب والعقاب، وأن يكون الهدف تعديل السلوك وليس تغيير الشخصية، والتشجيع على استمرار الحوار والتواصل بينك وبينهم، لافتًا إلى أبعاد التناقض بين الوالدين في الأوامر والنواهي، داعيًا إلى الحزم من قبل المربين إما نعم أو لا وليس التذبذب.
ونبه إلى ضرورة اختيار الصحبة الصالحة، فالقرين بالمقارن يقتدي، وأيضًا ضرورة البحث عن المحبوبات والمفضلات عند المراهقين.