اختصاصيان: تهيئة المرأة لقيادة السيارة ضرورية.. والقيادة وسيلة وليست هدفًا

بعد قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، الذي دخل حيز التنفيذ في 1439/10/10هـ، تأتي المرأة إما متعلمة لقيادة السيارة وتمتلك رخصة قيادة، أو تأتي أخرى تشد خطاها لتتعلم القيادة، من خلال التدريب في الأماكن المحددة، سعيًا لاستخراج رخصة السياقة؛ ليحق لها ممارسة القيادة، وعليه تختلف المرأة من خلال عمرها الزمني في تعلمها القيادة عن نظيراتها، فليست الشابة حالتها النفسية وما تشعر به في تقبلها لهذا الأمر الجديد وتأثيره كالمرأة التي تكبرها سنًا بأعوام.

ذكر حسين محمد آل ناصر؛ اختصاصي نفسي أول وحاصل على ماجستير في علم النفس الإكلينيكي أن الرجل والمرأة كلاهما يمكن أن يقود السيارة بكل سلاسة، منوهًا إلى أن ثمة اختلافات متعددة بينهما ينبغي الاعتناء بها دائمًا عند التحدث عن أيهما، فقد نجد فروقًا في جوانب لغوية أو مهنية، وجوانب تفوق أحدهما في مهارات دون الأخرى، مبيّنًا أن تلكم الفروقات ليست للتمييز بناء على الأفضلية، بل بهدف استثمار كل واحد منهما، كما تهدف للتصنيف والتوجيه وبرامج أخرى.

وقال: “بشكل عام المجتمعات تقاوم التغيير، لذا سينتج موضوع قيادة المرأة للسيارة مواقف متعددة بين مؤيد ومستوعب للفكرة وقارئ لها بإيجابية، وآخر رافض ومقاوم للتغيير، وناقد ينظر بمجهر النقد ولا يرى إلا السواد الذي رآه مجهره”.

وشدد على أنه لابد من تهيئة المرأة جيدًا قبل القيادة، عن طريق تقديم شرح مفصل عن ماهية قيادة السيارة، وشرح أجزائها ودور كل جزء، بالإضافة للتدريب العملي المكثف، الذي يستغرق زمنًا من أجل إتقانه، ليختلف من امرأة لأخرى بناء على عوامل مختلفة.

وعن كيفية التغلب على الخوف أو التوجس الذي يكتنف المرأة المتدربة؛ أجاب بأنه يكون من خلال تعاون المجتمع بجميع أطرافه رجال كانوا أم نساء، كبار وصغار، أسر وأفراد فكل له دوره، داعيًا إلى ترك تهويل أمر القيادة وترك التخويف بالحوادث والموت، والابتعاد عن الاستهزاء وتبادل الطرق التي تعزز ذلك.

وأشار إلى أن كل الناس لاسيما النساء في هذه المرحلة ينبغي أن تصل لهم فكرة أن قيادة السيارة وسيلة تحقق بها غاية معينة، كالمواصلات والذهاب للشراء والتسوق.

وأكد خالد منصور مريط الاختصاصي النفسي في علم النفس الإكلينيكي أن قيادة المرأة للسيارة ستحقق فوائد عدة للأسرة، منها: أن بعض الأسر لا يوجد، لديها رجال، وستقوم المرأة بهذا الدور، وتخفيف العناء على الرجال بالإضافة إلى تحملها جزءًا من المسؤولية.

وأضاف قائلًا: “إن الأسرة قد تتكبد تكاليف باهظة تدفعها للسائق، وبقيادتها للسيارة ستخف الحاجة لذلك”.

وبيّن أن الانتماء يحدث عندما يشعر الشخص بالذوبان مع مجموعة تشبهه، أو عندما يشعر معها بالثقة والقوة، والمرأة عندما تقود ستزداد ثقة وقوة، وهذا بالتأكيد سيعزز انتماءها اجتماعيًا.

ونصح المرأة التي تقود السيارة بالاستعداد الجيد والتدريب العملي لفترة كافية، وعدم الالتفات لتحذيرات الآخرين المبالغ فيها، وأن تتحلى بالثقة بالنفس عند القيادة.

وشكر مريط القيادة على هذا القرار، فيما وجه رسالة للنساء اللاتي يقدن السيارة قائلًا: ” قدن ولا تخفن وسنكون معكن”.


error: المحتوي محمي