الملل وما أدراك ما الملل.. عندما تصاب به فإنك تفقد طعم الحياة.. يصبح يومك بلا روح.. لا تستطيع أن تمارس عملك.. لا ترغب في ممارسة أي عمل.. تبقى جالسًا مكتوف اليدين.. يا له من ضيف مزعج.. نزل علينا وأفقدنا متعة الحياة.
الملل عدو النجاح، قاتل للإبداع والطموح، مثبط للعزائم.. الملل أحيانًا يكون أكثر إرهاقًا من العمل.. الملل آفة ومرض يجب علاجه منذ أول شعور بتسلله إلى نفسيتك.. جميعنا قد نصاب بهذا الشعور “الملل” وسبب ذلك:
• الروتين اليومي، وتكرار العمل اليومي.
• الفراغ السلبي.
• العيش في بيئة مملة.
كيف تقاوم الملل الذي أفقدك متعة الحياة؟
حتى تصبح حياتك جميلة، مليئة بالحيوية، والبهجة والسرور “بلا ملل” يمكن تطبيق النفاط التالية:
1- جدد حياتك اليومية، لا تعيش حالة من الروتين فـ”من استوى يوماه فهو مغبون” كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، اصنع الجديد يوميًا، حتى لو كان العمل صغيرًا، غير حياتك اليومية وعاداتك اليومية.
إن حياتنا تحتاج إلى قفزات ونقلات تكسر الجمود والخلل والملل، وتقضي على الروتين القاتل.
2- لا تعش حالة من الفراغ السلبي، وتعامل مع الوقت بشكل صحيح، من خلال تنظيمه واستثماره بالشكل الصحيح.. وإليك بعض المقترحات:
• استثمر أوقات الانتظار في المطالعة والقراءة الممتعة.
• احفظ بعض الآيات أو السور القرآنية، ففي القرآن ذكر لله وشفاء وطمأنينة.
• اجعل لك ساعة إنجاز يومية، فكر أن تكون منجزًا لبعض الأعمال.
• قم بتنظيم وتنظيف مكتبك.
• التحق بدورة (تدريب) تعلمك بعض المهارات.
• اقض بعضًا من وقتك في التأمل والتفكير، بدلًا من تضييع وقتك في الملل.
3- تجنب الجلوس مع الأشخاص المملّين، أو من يجعلون نظرة الفرد إلى الحياة سوداوية، فـ”لا خلة لملول” كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام)؛ ذلك لأن الملول يشحنك بالطاقة السلبية، ويسلبك الطاقة الإيجابية، وبهذا فهو ينقل عدوى الملل إليك.
4- الابتعاد عن البيئة المملة، عندما تشعر أن بيئتك أصبحت مملة عليك أن تغادرها، أو تعمل على علاجها بصناعة أجواء مضادة للمل..
نعم اخرج من المنزل (الممل)، فالحياة ممتعة بالخارج.. تمشى ففي المشي راحة للنفس وقضاء على الملل.
5- الترفيه عن النفس:
يحتاج الإنسان إلى محطات ترفيه، يستعيد فيها نشاطه، ويجدد فيها روحه، ويطرد عنه الملل، يقول الإمام علي (عليه السلام): “إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم” فلا تدع الجدية في الحياة هي طريقتك، وشعارك، فهذا يسبب لك الشعور بالضيق، والملل، والنفور من الحياة.
حاول أن تكون شخصًا معتدلًا في حياتك، فهناك مرح ولعب، وهناك جد وحزم، والاعتدال في الحياة يشعرك بالراحة والسعادة.
6- الاستعاذة بالله من الملل (السآمة): جاء في الدعاء: “اَللّـهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، واَذْهِبْ عَنّي فيهِ النُّعاسَ وَالْكَسَلَ وَالسَّآمَةَ وَالْفَتْرَةَ وَالْقَسْوَةَ”؛ إنه دعاء بناء الذات للتخلص من الصفات السلبية، التي تحرم الإنسان من لذة الحياة.
لا تكن شخصية مملة.. لا تحتاج لقوى خارقة أو السفر مسافات بعيدة، لتكون شخصية جاذبة وغير مملة.. بل عليك أن تعرف نفسك جيدًا وتتمتع بثقة فيها.
قم ببناء ذاتك، نمِ فيها الصفات الإيجابية، مبتعدًا عن كثرة التذمر، والشكاية، والنظرة السوداوية، تميز في التعامل مع الأصدقاء، وتميز في التعامل مع أطفالك بطريقة ممتعة وشيقة دائمًا؛ وستنجح في امتلاك شخصية غير مملة أبدًا.