أكد الدكتور ياسر علي الضامن على حاجة المجتمع إلى زيادة مراكز الأبحاث الطبية التخصصية، وضرورة دعمها من قبل الدولة، بتوفير احتياجاتها، وتدريب وتشجيع الباحثين، في تلك المراكز ضمن نظام بحثي متكامل وفق الرؤية التطويرية المستقبلية للبلد.
جاء ذلك في لقاء يوم أمس الجمعة 8 شوال 1439هـ؛ الذي نظمته ديوانية سنابس التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس؛ “حول استخدام الجينات المعدلة وراثيًا كعلاج جيني ومناعي حديث ضد السرطان” والذي قدمه أستاذ مساعد في قسم علم الجينات الجزيئية في جامعة ولاية ميتشغن الدكتور ياسر علي الضامن، بحضور عدد من المهتمين بالجانب الثقافي والعلاجي.
بدأ اللقاء الذي أدار دفته زهير الضامن بالتعريف بالضيف الدكتور علي الضامن، مع ذكر إنجازاته العلمية والعملية على المستوى المحلي والعالمي.
وحول سؤاله عن الدافع لديه للدراسة؛ أجاب بأن ذلك كان طموحه منذ أيام الدراسة، ووجد التشجيع من العائلة والمدرسة وكذلك الجامعة فيما بعد، إلى أن بدأ يأخذ الخبرة العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، مما أتاح له التواصل فيه مع الباحثين العالميين، ليمضي بعدها إلى مرحلة السفر لأمريكا واستكمال مسيرة الدراسة والبحث العلمي التي يعتز بها ولم يندم عليها.
واعتبر الضامن الجهاز المناعي من أعقد الأجهزة في جسم الإنسان، في حين لم يعرف عنه إلا 10% أو أقل، وهو صراعه لمرض السرطان، شارحًا بالتفصيل أجزاءه وكيفية عمل الخلايا المناعية، ومن ثم كيف تتحول إلى خلايا سرطانية تحارب الخلايا المناعية والذي يكون على مراحل بناء على نوع ووظيفة الخلية.
وأوضح الأسباب في تغلّب الخلايا السرطانية على الخلايا المناعية بطريقة علمية بحتة، مبينًا دور الخلايا السرطانية في تثبيط الجهاز المناعي، والتكاثر غير المنتظم في الخلايا السرطانية.
واستفاض في بيان إستراتيجيات لتحفيز خلايا المناعة لدى مرضى السرطان، بعرضه بعض الأبحاث والدراسات العالمية حول السرطان بشكل عام، وسرطان الجلد والكلى بشكل خاص، واستفاد منها في أبحاثه لإيجاد بارقة أمل لتخطي هذا المرض، ووالتي عمل عليها منذ عام 2010م، حتى سنتين مضتا.
وشرح كيف يتم استخدام الفيروسات كعلاج ضد السرطان عبر حقن أجزاء من البكتيريا، وكيف يكون كعلاج جيني مناعي، بإستراتيجية التعديل الوراثي وجعلها تتكاثر في الخلايا السرطانية فقط، بالإضافة إلى استخدام الفيروسات لقتل الخلية السرطانية مع استخدام – في ذات الوقت – جين محفز لجهاز المناعة.
وتعددت خلال اللقاء المداخلات من الحضور ضمن محاور الموضوع، حيث تساءل علي آل غانم عن طبيعة السرطان في الأجزاء الداخلية للجسم، أما محمد آل تلاقف فكان استفساره حول إمكانية أن تساعد هذه الأبحاث في التخلص من العلاج الكيماوي؟ فيما طلب فتحي البنعلي بيان صحة اعتقاد أن منشأ السرطان زيادة السكر في الدم، وعلاقة السرطان بنوع الغذاء؟
وعليه أجاب بذكر أهمية الكشف المبكر للسرطان الذي يُعد من أمراض العصر المنتشرة، ووجد أن بعض السرطانات تكتشف في مرحلة متقدمة بعد أن تتحول لكتلة وهنا يصعب علاجها.
وفرق بين العلاج المناعي والعلاج الكيماوي، كون الكيماوي لا يميز بين الخلايا السليمة من السرطانية، كما أنه يعمل على تثبيط عمل الجهاز المناعي، معتبرًا العلاج المناعي يغني عن العلاج الكيماوي لأنه أقل سمية ويكون الجسم أكثر استجابة له.
وأشار إلى دور التغذية في الإصابة ببعض السرطانات وبالخصوص سرطان القولون، واتباع عادات صحية وقائية، لافتًا إلى أثر الصوم على الجسم في تقليل البروتينات الضارة بالجسم، مع ضرورة الوعي بضرر التلوث البيئي وأثره على الصحة.