أكد الخبير الفلكي سلمان آل رمضان أنه لا علاقة للفصول الأربعة بتغيرات الطقس، وإنما هي تمثل الفترة التي قطعتها الشمس ظاهريًا (الدوران الحقيقي للأرض حولها) في مسارها الظاهري في فلك البروج.
وقال “آل رمضان”: “لتوضيح الفكرة نتخيل اليوم المكون من ٢٤ ساعة تبدأ من منتصف الليل، وذلك حين تكون الشمس تمر بخط الزوال السفلي، وبعد ١٢ ساعة تمر بخط الزوال العلوي الذي يقسم سماء منطقة ما لنصفين شرقي وغربي، فهو نصف اليوم، وبين السادسة صباحًا ربع اليوم، والسادسة مساء الربع الثالث، وذلك باعتبار أن النصف هو الربع الثاني”.
وأضاف: “لكن الفصول تبدأ حين تكون الشمس في تقاطع فلك البروج، وهو مسار المجموعة الشمسية الظاهري مع الفلك الاستوائي في نقطة الصعود، فيبدأ معها فصل الربيع فلكيًا وهو بداية السنة المدارية التي تعرف أيضًا بسنة الفصول، وكل فصل يمثل ربعها في فترة ثلاثة أشهر غير متساوية العدد لكون سرعة دوران الأرض في مدارها متغيرة، وبدخول فصل الصيف الذي يدخل عادة بين ٢٠ و٢٢ يونيو تكون الشمس قد قطعت ربع سنتها”.
وأوضح “آل رمضان”، أن فصل الصيف يدخل فلكيًا يوم الخميس ٢١ يونيو الساعة ٠١:٠٦ م بتوقيت مكة المكرمة (١٠:٠٦ ص بالتوقيت العالمي)، في النصف الشمالي للكرة الأرضية، (ويدخل فصل الشتاء في النصف الجنوبي)، وسيكون طوله ٩٤ يومًا و٣ ساعات و٤٦ دقيقة و٤٨ ثانية، كأطول الفصول.
وبيَّن أن المقصود بالانقلاب الصيفي، هو وصول الشمس في دورانها ظاهريًا لأقصى ميل شمالي، وهو ما يعرف بالميل الأعظم، ويتساوى ميلها مع ميل محور دوران الأرض ٢٣.٥، ثم تنقلب باتجاه الجنوب، كما تكون الشمس في أقصى ارتفاع لها وقت الزوال (وقت الظهر)، بحيث يكون ارتفاعها مساويًا لدرجة عرض المكان مضافًا إليه ميلان الشمس (مكة المكرمة ٨٨، المدينة المنورة ٨٨.٥، الرياض ٨٨.٥٤، القطيف ٥١ .٨٦).
وتابع: “في الانقلاب الصيفي تكون الشمس في برج الجوزاء (برج التوأم)، وليس برج السرطان كما تحدده التقاويم الاصطلاحية، حيث لايزال برج السرطان يشاهد بعد غروب الشمس ويشاهد فيه كوكب الزهرة، ولو كانت الشمس فيه لكان يشرق ويغرب نهارًا مع الشمس، وتبعد عنها الأرض ١٥٢٠٢٩٥٧٩ كيلومتر، وهي مسافة تزداد حتى تبلغ تكون الأرض في الأوج الشمسي (أبعد ما يكون عن الشمس) في يوليو، هذا وتشرق الشمس من الشمال الشرقي، فيما تغرب في الشمال الغربي”.
واستطرد: “بما أن فصل الصيف يقترن ذكره مع الحرارة، فليس للانقلاب الصيفي هنا علاقة بارتفاع الحرارة، وأحد مسببات ذلك هو الموقع الجغرافي وميلان أشعة الشمس، حيث تكون عمودية أو شبه عمودية على بعض، فتخترق غلافًا جويًا رقيقًا، ما يتسبب في نفوذ الأشعة الحارة لتلك المناطق، ولأن الشمس لا تتعامد سوى على المناطق المحصورة بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا، فتعرف هذه المناطق بالمناطق الحارة، وكلما اتجهنا شمالًا نصل المناطق الباردة، ومن الدائرة القطبية نهار دائم وجليد مستمر في فصل الصيف”.