في الرَّجل يتزوج بالثانية من دون رويّةٍ وسُرعان ما يقومُ بطلاقها

مالي أرى بعضَ الرّجالِ لنزوةٍ

قد رامَ يبغي للزواج بثانيه

فإذا قضى وطراً هناك ونالَ ما
يصبو إليه من الليالي الهانيه

معها أرادَ بدون أيِّ رويّةٍ
تطليقَها في سرعةٍ متناهيه

وإذا أردتَ مُبرِّرا لطلاقِه
ألقى معاذيراً هنالك واهيه

ما كنتُ للأُولى حسِبتُ حسابَها
وعليّ كانت بالمصائبِ داعيه

دَلَعت عليَّ لسانَها وأبت بأن
تبقى مع الأخرى وكانت قاسيه

فخشيتُ لو أبقيتُها مع ضُرّةٍ
قلبت حياتي للجحيمِ الحامِيه

عجباً إذا ما كُنتَ تدري أنَّ ذَا
أمرٌ على الأُولى يَكُونُ كداهيه

فكأنَّما قامت قيامتُها وقد
رأت النهايةَ في الحياة الفانيه

( إن كُنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ )
أو كُنتَ تدري فالمصيبةُ جاثيه

لِمَ قُمتَ بالتطليقِ للأُخرى وقد
فارقتَها محزونةً بل باكيه

وكأنَّما قد خِلتَها أُلعوبةً
وكأنَّها مِن كُلِّ حِسٍّ خاويه

فجرحتَ إحساساً لها ومشاعراً
ودفعتها نحو الهمومِ العاتيه

وخرجتَ منها دون أيِّ غضاضةٍ
وتركتَها ولسانُ حالك ما لِيَه

وإذا بهِ يُبدي اعتذاراً آخَراً
ويقولُ إنِّي لم أُطِق إنفاقيه

للأُسرتين وليس عندي ما يَفي
لهما بحالِ الجمعِ دُونَ كفافِيه

ورأيتُ بالأُخرى ازديادَ مصارفٍ
ولذاك قد طلّقتُ أرجو العافيه

عجباً وما ذنبُ التي طلّقتَها
وحسبتَها مِن كُلِّ شُغلك لاغيه

ما دُمتَ تعلمُ أنَّ عُسراً ضائقاً
يأتيكَ لِم أمضيتَ أخذَ الثانيه ؟!

خلّفتَ جُرحاً في فؤادِ طليقةٍ
وجُراحَ ألسِنةٍ أتتها تاليه

إن لم تكن يا صاح في حزمٍ فلا
تُودي بنفسك في طريق الهاويه

واقنع بواحدةٍ وَكُن في مَعزلٍ
عن كُلِّ مُعتَركٍ وحربٍ دامِيه

نِسبُ الطلاقِ تزايدت أرقامُها
وغدت بإحصاءٍ هنالك عاليه

ومُطلَّقاتُ العصرِ تحملُ همَّها
وكأنَّه ثقلُ الجبالِ الرَّاسيه

إنِّي عرضتُ قضيَّةً ورجوتُ أن
ألقى لِما ألقيتُ أُذناً صاغِيه .

١٤٣٩/١٠/٣


error: المحتوي محمي