الصفواني: هذه هي الجهات المتورطة في تلوّث ساحل القطيف!

أكد مهتمون على ضرورة حماية الطيور والثروة السمكية والإنسان من خطر التلوث الذي تعاني منه سواحل القطيف.

وأوضح الناشط البيئي ونائب الرئيس السابق لجمعية الصيادين بالمنطقة جعفر الصفواني بأن الحملات والمبادرات الكثيرة التي تهدف لرفع المخلفات وإزالة النفايات عن شطآن القطيف ودور البلدية ومجهود العمالة لا يمكنه القضاء على النفايات التي تعاني منها سواحل القطيف لأنها قادمة من عدة جهات هي؛ من جهة مرتادي الساحل الذين يرمون الفضلات الناتجة عن بقايا الطعام والبلاستيك وقوارير الماء هناك، ومن طرف الصيادين الذين لا يلتزم بعضهم بقوانين حماية البيئة وأصول النظافة فيلقون النفايات بالبحر وأكثر ما يرمونه؛ البلاستيك والزجاج وأدوات الصيد وزيت المركبة، أما الجهة الثالثة فقادمة من ما يلفظه البحر من أوساخ كالحشائش وبقايا الكائنات البحرية والمد بطبيعته يخرجها للساحل وتبقى في أعلاه وكذلك أنابيب التصريف التي تصب في الشاطىء وتحمل مياه ملوثة في كثير من الأحيان.

وعلل الصفواني أسباب رمي بعض الأشخاص للمخلفات بوصول الناس لمرحلة من اليأس من الجهات المعنية بالنظافة، فنجد مثقفين وجامعيين يرمون النفايات، لعدم وجود تنظيمات ملائمة تشجع المرتاد لرمي المخلفات في مكانها، والأمر الآخر غياب ثقافة النظافة باعتبارها واجبًا وطنيًا ودينيًا قيميًا، وعدم وجود تركيز في وقت الذروة من قبل البلديات وهذه تحتاج لجهد لتوفير أشخاص يهتمون بالساحل ولديهم وعي بالأضرار التي تنتج عن تلوثه.

وبيّن الصفواني الاحتياطات التي يمكن أن نقوم بها لحماية البحر؛ فاقترح أن توضع على الساحل حاويات للنظافة وتتابع من قبل البلدية وأصحاب المبادرات، كما تثبت لوحات إرشادية بعبارات تشعر مرتادي الشاطئ بأهمية دورهم وتؤصل فيهم الروح الوطنية والقيم الدينية فتجعلهم يخجلون من إلقاء القاذورات وتشجعهم على رميها بالمكان المخصص لذلك.

وأكد على أن تكون للصيادين حاويات خاصة لبقايا الطعام وأدوات الصيد وفضلات المركبة عند عملية تبديل الزيت، وأن تكون هناك حاويات لكل مرفأ لتبديل الزيت وتكون ملاصقة لداخل البحر وليس من جهة الميناء.

وأشار إلى وجوب وضع لافتات عند الساحل لتذكر الصياد بأهمية دوره في حماية البيئة البحرية والثروة السمكية التي هي مصدر رزقه، وهذا دور حرس الحدود والبلدية ووزارة البيئة والمياه والزراعة.

ولفت إلى أهمية زرع الثقافة في نفس الصياد بتوفير بيئة محفزة لذلك مثل أن يحصل على هدية كلما رمى الفضلات بالمكان الصحيح.

وفصّل أسباب تكاثر النفايات عند الساحل وبقائها عليه قائلًا: “الله سبحانه أوجد عملية المد والجزر لفوائد؛ ومن أهمها عملية إخراج نفايات البحر، وإذا كان الساحل رملي بلا أحجار فالنفايات ستخرج للخارج إذ ستوصلها المياه عبر هذه الحركة للساحل”.

وطالب الصفواني الجهات المعنية في حال إنشاء كورنيشات جديدة بأن تكون مثل سابقتها ساحل دون حاجز حجري فلم نعد نرى الحيوانات البحرية كالقواقع والسرطانات بسبب وجود الحاجز الحجري والذي يمتد ارتفاعه في بعض المواقع لأكثر من متر وإذا أزيلت هذه الحواجز ستسبب انجرافًا وبالعلم والمعرفة بالإمكان أن يحافظ البحر على طبيعته بلا حواجز، كما تم ذلك في تجارب دول أخرى.

وأوضح الصفواني أن الحاجز يسبب كذلك صعوبة في التنظيف، فالنفايات تنحشر بين الصخور ويضطر المتطوع أو عامل النظافة لإدخال يده وربما سبب له ذلك جروحًا وخدوشًا وكذلك تنبعث منها روائح كريهة وغازات نتيجة تخمر النفايات والصرف الصحي مما يسبب اختناقًا وربما شكل خطرًا على المنظفين، مبينًا أن أهم أسباب وجود هذه الروائح عند الحاجز الحجري هو؛ الصرف الصحي فلو كان البحر مكشوفًا فالشمس ستضرب فيه والروائح ستخرج وهذه عملية فلترة طبيعية فالشمس ستبخر الروائح وإن كانت هناك روائح فستوجد وقت الصرف فقط؛ ولذلك نجد أن البحار المكشوفة ليس لها رائحة.

ومن جانب آخر، بيّن أنه نتيجة لعدم حركة البحر الطبيعية تكونت ظاهرة المد الأحمر التي سببت موتًا مفاجئًا للأسماك وحصلت في فصل الشتاء نتيجة تجمع الغازات والنفايات، مضيفًا أنه لوجود الحاجزة كذلك لم يعد هناك مقدرة على وضع دورات مياه، وأشعة الشمس ستضرب الساحل ولعدم وجود مسافات ستجبر البحر لعمل حركة دوران غير طبيعية، ولن يتخلص من النفايات والفضلات فمن المفترض وضع أنبوب ضخم من جهة اليمين إلى اليسار من أسفل جسر الرياض ليكون معبرًا يحرك المياه بين بحري المجيدية والخامسة لتأخذ دورة كاملة.


error: المحتوي محمي