في بداية العام الهجري 1439هـ صدر الأمر السامي بالسماح بإصدار رخص قيادة السيارات للنساء في المملكة العربية السعودية على أن يتم تمكينهن فعليًا من قيادة السيارات في اليوم العاشر من شهر شوال للعام 1439هـ.
لكن يا ترى كم سنة ستقود السعوديات السيارات؟
أتمنى ألا يدوم ذلك طويلًا لأننا نهوى التطور والتكنولوجيا.
قبل ست سنوات وتحديدًا في شهر أغسطس من عام 2012م كتبت مقالًا بعنوان “السيارات الذكية – الثورة القادمة” ويبدو أن هذه الثورة الإلكترونية على وشك أن تتحقق، أشرت في ذلك المقال إلى أن السيارة الذكية (التابعة إلى أحد مشاريع شركة قوقل) تمكنت من قطع مسافة إجمالية تبلغ 770 ألف كيلو متر من دون أي حوادث مرورية وفي أوقات وأزمنة متعددة كما وقد تمت التجارب في شوارع عدة وتحت ظروف مختلفة، ولكن هذه المسافة وصلت الآن إلى 11 مليون كيلو متر! كما تمكن الكثير من عامة الناس في مدينة فينيكس بولاية أريزونا الأمريكية من تجربة رحلات قصيرة داخل تلك السيارات دونما جلوس أحدهم خلف المقود وذلك في العام الماضي 2017 أي بعد ثماني سنوات متتالية من البحث والتجارب والتطوير.
قد يعتقد البعض أن الهدف الوحيد للسيارات الذكية هو أن تكون ذاتية القيادة وفقط ولكن في الواقع ما يسعى له المطورون أكثر من ذلك بكثير، وكما أنه وقبل عشر سنوات كان الهدف الأساس من الهواتف هو إجراء المكالمات إلا أن هذا الهدف أصبح ثانويًا في ظل وجود الهواتف الذكية، وببساطة يمكن القول أيضاً إن القيادة الذاتية للسيارات ليست سوى هدف ثانوي مع السيارات الذكية، وكما أصبحنا نتذكر ونضحك على أيامنا مع الهواتف القديمة وقدراتها المتواضعة فإنه قريبًا سنضيف لذاكرتنا وماضينا سياراتنا التقليدية.
وأغلب التوقعات تشير إلى أن السيارات الذكية ستكون متاحة لعامة الناس بالمدن الأمريكية في عام 2020م وبعد ذلك بمدة زمنية قصيرة ستصبح السيارات التقليدية من الماضي وتحل محلها السيارات الذكية لا محالة تمامًا كما حلت الهواتف الذكية محل الهواتف القديمة، وعندها بالطبع لن تقود السعوديات ولن يقود السعوديون.