أثارت رواية «أمريكا» للكاتب ربيع جابر الجدل بين النقاد والكُتاب والقراء والمهتمين بالأدب المحلي والعربي، يوم أمس الأول الأحد 26 رمضان 1439هـ، بجلسة حوارية عقدت لـ22 شخصًا في ملتقى مناقشة الكتب «قبس»، باستضافة من مكتبة جدل بأم الحمام للباحث علي الحرز، وأدار حوارها الدكتور علي آل سليس.
بدأت الجلسة بتقديم عبدالله المسجن نبذة موجزة عن مؤلف الرواية ربيع جابر السوري الجنسية من مواليد 1973م، والذي صدرت له الرواية عام 2009م، من المركز العربي ودار الآداب.
وأوضح المسجن في حديثه مضمون الرواية التي تقع في 435 صفحة، مقسمة إلى أربعة أجزاء، وتتفرع إلى 126 مشهدًا، تحكي أحداثها عن حياة المهاجرين السوريين إلى أمريكا في الفترة من 1913م إلى 1975م، ضمن قصة مرثا وبحثها عن زوجها المفقود وهجرتها لأمريكا للبحث عنه وكيف كان لقاؤه والعيش في أمريكا.
وبيّن المسجن الجانب التوثيقي في الرواية بعرض معاناة المهاجرين السوريين، ومع تناول بعض الأحداث من الحرب العالمية الأولى بشكل موسع، مع التطرق لمجريات الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى النكبة الاقتصادية الأمريكية عام 1927م، والحرب الأهلية وتوثيق بعض الأمراض المنتشرة في تلك الحقبة، منتقدًا أسلوبه الكتابي بين السرد والإيجاز الذي يميل إلى الفوضوية في بعض جوانبه.
واتفق مجدي الزاير مع عبدالله المسجن في بعض الآراء، مع التنبيه إلى اتباع الكاتب الأسلوب التقريري في بعض المواقف، والانتقال بين الماضي والحاضر بشكل غير سلس، بصورة مشتتة للتفكير، والاستعجال في سد الأحداث بأسلوب كما سيحدث لاحقًا.
قدم الكاتب الدكتور حسين آل غزوي ورقة نقدية قسمها لقسمين؛ أولها قراءة بأسلوب تقييمي منهجي، والثانية قراءة بالنقد الروائي الصحفي أو الشخصي، مؤكدًا أنه يعتمد على الذائقة الشخصية، ولا يعتمد على المناهج الأكاديمية.
وانتقد آل غزوي العمل من الناحية الصحفية بأنه يتسم بالإطالة التي يمكن تلخيصها، كما أن الرواية ضعيفة الحبكة، وبها بعض الأحداث تتسم بالسرعة في سردها وبعضها بالعكس تمامًا طريقته في سردها تصل إلى السرد الممل، واستباقية المواقف التي ليس لها علاقة بالأحداث المتصلة بالرواية.
وتعددت الأطروحات من الحضور بمناقشة الفوائد من وراء قراءة الرواية كون العمل يفيد القراء ويفتح مواضيع عدة منها؛ تناول العيش الإنساني للجالية السورية في أمريكا، والتداخل بين الأفراد والمجتمعات، وتوثيق الأحداث بتفاصيلها التي تشعر القارئ أنه يعيش في عالم آخر، مع الكشف عن الدور الذي أوجده المهاجرون في انتعاش الاقتصاديات العالمية.
من جانبه، كشف عضو “ملتقى قبس” محمد آل محسن سبب اختيار الرواية للمناقشة والذي كان من لجنة استشارية لهم معرفة الإصدارات على المستوى المحلي والعربي، بحيث يكون كل شهر جلسة لمناقشة كتاب أو رواية.
واختتمت الجلسة بتقديم “ملتقى قبس” الشكر للباحث علي الحرز على حسن الاستضافة وفتح المكتبة لتكون رافدًا من روافد المعرفة.