أيتها السعوديات فلتقدن السيارة بسلام في بلدكن

حقيقةً.. منذ حوالي التسعة أشهرٍ الماضية كللنا ومللنا وشبعنا بل وتشبّعنا من هذا الكم الهائل من تلك الرسائل والمنشورات بما تحويها من صور ساخرة وطُرف استهزائية ومقاطع منفّرة كلها تحمل عنوانًا واحدًا وهدفًا واحدًا ومغزىً واحدًا تحت مسمى “طقطقة بلا مسوّغ” على قيادة المرأة للسيارة!

يا حبذا لو تتغير هذه الطقطقات إلى محفزات ونصائح منّا نحن – معشر الرجال أصحاب الخبرة والممارسة في الطرق – كي تستفيد منها المقبلات على القيادة مستقبلًا.

الأمر – وبكل صراحة – وصل لمرحلة مزعجة ومستفزة، والواقع لا يستدعي كل هذا الهرج والمرج الحاصل، بل وصل الأمر لمرحلة التنقيص والتخويف والتهويل وكأننا على شفا جرف هارٍ سيهوي بنا في وادٍ سحيق.

يا أصحاب الألباب! وأنت يا صاحب الكلمة في مواقع التواصل، من ستقود السيارة قد تكون إحدى قريباتك؛ قد تكون أمك، أو أختك، أو زوجتك، أو ابنتك، أو.. أو.. أو.. فلماذا كل هذا التساهل والتهاون في الموضوع وكأنه يستحق منا بذل كل أنواع السخرية المقيتة؟!

سؤال: ما فائدة كل هذه الطقطقة المتداولة هنا وهناك؟! لا أظن أن هنالك إجابة مقنعة تجعلني أتقبل كل هذه الإهانات بحق من سيقدن السيارة، القرار أُقر والأمر منفذ ونسأل الله السلامة للجميع من قبل ومن بعد.

خففوا الوطء، فأيامًا معدودة وسيصبح القرار حيز التنفيذ، فهلّا غيرتم النظرة المزدرئة هذه والتشاؤمية إلى نظرة تفاؤلية مبشّرة؟!

أقول هذا، شئنا أم أبينا فالمرأة عندنا ستمسك بمقود السيارة، وسيصبح الأمر تدريجيًا من المسلّمات ومن البديهيات التي لا تستحق كل هذه الترّهات المتداولة والمستهزئة بهذا القرار.

ما الضير لو أسدينا لهن معروفًا واحدًا فقط؛ ألا وهو (السكوت)، فضلًا عن النصائح التي من المفترض أن تكون حاضرة، وتشجيعهن في مرحلتهن القادمة، فنساء العالم كلهن يقدن السيارة ومن عشرات السنين، وأمورهن تسير في سلام، هل فقط النساء السعوديات هن من يتلبسهن الشؤم في هذا الأمر؟!

أخيرًا، دعوني أطرح هذا الأسئلة وسأترك الإجابة للأيام فهي من ستفصح عنها:
ما الذي يستدعي الخوف؟!
هل الإنسان ولد متعلمًا؟!
هل المرأة عندنا ولهذه الدرجة لا تستحق ولا تفقه البتة في أمور القيادة؟!
هل الأرضية لا تزال غير خصبة بعد لاتخاذ مثل هذا القرار؟!

إن كنت لا ترغب في أن تقود إحدى قريباتك السيارة، فلماذا تصر على إعلانك الحرب الضروس على البقية ممن اتخذن القرار بالقيادة؟!

ختامًا، أسأل الله أن يشملنا بلطفه وأن يحفظ الجميع من كل مكروه وأن يهدي الجميع لما فيه الخير والصلاح.


error: المحتوي محمي