أُسدل الستار مساء السبت الماضي 2 يونيو 2018م على معرض «بهجة» الذي نظمته على مدى 5 ليالٍ جماعة التصوير الضوئي التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، تاركًا وراءه آراء متباينة وانطباعات عدة بين الزوار والنقاد والمشاركين.
وتحدث الناقد أثير السادة عن انطباعاته العامة للحدث قائلًا: “يحسب لمعرض «بهجة» أنه استطاع تجاوز روح السوبر ماركت التي كانت تطغى على المعارض السابقة، أي تلك الصيغة التي تحيل فكرة المعرض إلى معروضات شتى لا جامع بينها إلا عنوان الجماعة؛ ففي هذه المرة تم الذهاب إلى ثيمة محددة يتشارك فيها الفنانون، ويتنافسون في إعادة تشكيلها ضمن قوالب الصورة، وهذا تقليد يهب المعرض انفراده كما يهب المصورين مجالًا أوسع للتنافس”.
وأوضح السادة أن الكثيرين اختاروا الطريق الأيسر لمقاربة موضوعات المعرض، فالطفولة باعتبارها أكثر اللحظات عناقًا للفرح تسللت لأغلب الأعمال المشاركة، وتم التشديد على تعابير الوجوه لتعزيز صورة البهجة، فيما غابت الرغبة في تقديم رؤى غير مباشرة لتعريف البهجة بصريًا، وتوارت خلف مغريات الطفولة الكثير من الفعاليات الاجتماعية كأحوال الزواج مثلًا وباقي الطقوس الجماعية التي تمثل ذروة البهجة في حياتنا؛ الأمر الذي يدفعنا للتفكير في ضرورة تحضير المشاركين في المناسبات القادمة، ورفدهم بالأفكار حتى لا تغلق الدائرة على صور مكررة يتناسخ فيها بعضنا البعض.
وتعرض الفوتوغرافي محمد الزاير للمعرض بالنقد عبر مقالة نشرها على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، عنوانها “الإنسان والبهجة” جاء فيها: “ثلاث سنوات من الانقطاع كانت كفيلة بأن تصدمني الليلة وأنا أزور معرض جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، وكما هي عادتي زيارة خاطفة لم يسمح لي فيها القدر بأكثر من ساعة توزعت على مشاهدة الأعمال ولقاء الأحبة.. ولكن موضوع المعرض هذا العام وتحريض الأحبة لي هو ما جعلني أكتب هذه السطور”.
وتناول عنوان المعرض «بهجة» بداية فقال: “من عنوان المعرض الذي أعلنت عنه إدارة الجماعة مع بداية السنة الميلادية ومن مقدار الفرح الذي كان يوحي به الاسم فقط، كانت الصدمة الأولى لي وهي ما ترجمته الليلة أعمال الفنانين في هذا المعرض المبهج حقًا.. والصدمة لم تكن فقط حول موضوع وعنوان هذا المعرض الذي أتى مغايرًا لما يعيشه الجو العام من الفوتوغرافية في الوطن العربي أو العالم بشكل عام بل لما وجدته من أسماء فوتوغرافية جديدة تسللت ضمن أسماء المخضرمين من الفوتوغرافيين وبكل انسيابية جميلة اندمجت أعمالهم وأساليبهم الفنية التي تجعلنا نطلق عليهم الفوتوغرافيين الكبار”.
وتابع: “الصدمة لم تتوقف عند ما ذكرته سابقًا بل تجاوزت ذلك بالحضور النسائي في المعرض، صحيح أن العدد ليس بالكبير إلا أن مستوى البهجة في أعمالهم كان ملفتًا ومغايرًا أيضًا”.
وأشار الزاير إلى أن الصدمة الكبرى كانت بعد مشاهدة الأعمال في المعرض؛ 52 عملًا فوتوغرافيًا ما بين تجربة وعمل مفرد لم يغب فيها الحس الإنساني المبهج إلا في عملين اثنين فقط، وأيد ذلك بقوله: “لعل للعادة التي جرت في المعارض الفنية التي يحاول الفنانون فيها اختيار أجمل أعمالهم وأنسبها للمشاركة دور كبير في احتكار البهجة فقط في الإنسان”، مشيدًا بأعمال الفنانين علي المبارك ومحمد الناصر، واللذين ترجما عنوان المعرض في العنصر الحيواني؛ الفنان علي في النوارس والفنان محمد في الفهد الصياد، فهما برأيه الشخصي قد كسرا رتم المعرض الإنساني وإن كانا بقليل من الفرح والبهجة والذي لا يتذوقه الجميع.
وأضاف أن الصدمة الأخرى أصابته من حجم طباعة الأعمال في المعرض، وقال: “رغم إخراجها الفاخر والأكثر من الرائع والفكرة الذكية في عرض التجربة ضمن المساحة المتاحة، إلا أن لذة مشاهد الأعمال بحجمها الكبير (الذي عودته عليه الجماعة) غاب في هذا المعرض”.
وتمثلت الصدمة الأخيرة بالنسبة له في غياب أسماء الكثير من الفنانين والذين تعود الزوار وهو واحد منهم على مشاهدة أعمالهم في المعرض.
واختتم الزاير مقالته قائلًا: “رغم كل هذه الصدمات التي تعرضت لها الليلة وضمن مقدار البهجة الذي انتابني وأنا في أروقه هذا المعرض أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الأخوة والأخوات القائمين على هذا المعرض ليس فقط للصدمات التي تعرضت لها بل لإرجاع الجماعة إلى موقعها الصحيح رغم كل التحديّات الأخيرة التي تعرضت لها وتعرض لها نادي الفنون بالقطيف”.
وكان للمشاركين في المعرض آراء مختلفة عن رأي السادة ورأي الزاير، فقد أبدى الفوتوغرافي زكي الزاير والمشارك في المعرض إعجابه بـ«بهجة» مبينًا رأيه فيه بأنه معرض جميل جدًا، ووصف فكرته بأنها جديدة ومختلفة عن المعارض التقليدية وفعلًا كانت الصور مبهجة ومليئة بالإبداع.
وأشادت الفوتغرافية دعاء حكروه بـ«بهجة»، مؤكدة أنه كان أثره واضح على المشاركين والزوار، فقد راقبت خلال زياراتها للمعرض ردود فعل الناس وانطباعاتهم، وكانت البسمة هي العامل المشترك بينهم، كما أنها نوهت بابتعادها عن المعارض منذ سنوات لانشغالها بالتصوير التجاري لكن عنوان المعرض جذبها للمشاركة فيه هذا العام.
ووافقهما الرأي الفوتوغرافي حسين العبدالجبار حيث وصف “بهجة” بأنه معرض جميل وتملؤه البهجة بصور الفنانين وبالمتواجدين فيه.
وفي آراء الزوار، أشاد السيد محمد الخضراوي الفوتوغرافي وأحد زوار المعرض؛ بـ”بهجة” واصفًا إياه بالجميل ولكون لكل متلقٍ ذوقه الخاص؛ فأوضح أن أكثر الأعمال التي أعجبته بالمعرض الحادي والعشرين كانت الأعمال التي بنكهة البهجة المحلية الخليجية، مبينًا أن طريقة توحيد عرض الأعمال جميلة لتنسيق المعرض ولكنها في الوقت نفسه ظلمت المشاركات الفردية العرضية؛ حيث إن عرضها كان صغير الحجم مقارنة بالصور الطولية.
وعن سؤال من «القطيف اليوم» لـ مطلق البهجة الفنان حبيب علي المعاتيق، من أين انطلقت فكرة معرض «بهجة»؟، أجاب بأن لكل معرض من معارض جماعة التصوير الذي يقام بشكل سنوي “ثيمة” أو عنوان عام يكون محور المشاركات وقد رأت الجماعة أن تكون الثيمة لمعرض هذه السنة تتعلق بالسعادة والمرح، فاقترحتُ فيمن اقترح أن يكون اسم المعرض هو “بهجة” فهو اسم قصير وسلس وفي صلب الموضوع.
ووجد المعاتيق المعرض بشكل عام -حسب رأيه- من أنجح معارض الجماعة حيث إنه تميز بزخم لافت وحضور نوعي كبير وبأعمال جيدة متقاربة كثيرًا من حيث المستوى.
وفي الختام؛ وجه المعاتيق تحية لطاقم الجماعة وكوادرها التي أبرزت هذا الحدث بصورته الاستثنائية التي تتناسب ومكانة التصوير الضوئي في هذه المنطقة المكتنزة الإبداع والتميز.