ساءني فيما اطلعت عليه من تغريدات عن مرافد وحملات التبرع بالدم لمستشفى القطيف المركزي ما تعدى حدود الإنسانية بما بطنت به من تشكيك في كيفية استهلاكه وهل للدم وسيلة أو سبيل غير إنقاذ البشر؟
إن ما دعاني للتعليق على مثل هذه التغريدات وأنا لست من المبادرين بطبيعتي إلى النفي أو التأكيد لخبر ينشر من هنا أو هناك هو الاستياء من طبيعة بعض البشر وما ستخلّفه من ثأثير لثني أهل الخير عن التبرع في حال أن ليس للوسط الطبي مبدأ أو هدف غير إنساني وأن أكبر هاجس لدى العاملين في المختبر وبنك الدم هو ديمومة الحاجة للدم ونجاح المثابرة في تحصيله.
هل تخيل أحدكم سادتي أن له مريضًا مصابًا بداء السكلسل أو التلاسيميا أنه يعيش حياته معتمدًا على الخيرين من المتبرعين بدمائهم؟ هل تخيل أحدكم – كفاه الله – أن له مصابًا ينزف إثر حادث وأن قطرة دم تنقذت حياته؟
فلتعتقد سيدي بما تعتقد لكن دمك ودمي ودم كل متبرع طاهر حلال على هذا الوطن من شماله لجنوبه ومن غربه لشرقه، وليطمئن قلبك وتشبع فضولك فسأرد لك أيها المغرد إحصائية بما استهلك من دم لعام 2017م:
إن عدد وحدات الدم التي تم التبرع بها خلال سنة 2017 هو 3255 وحدة دم صالحة للاستخدام بعد فرز الوحدات التي لم تجتز التحاليل المخبرية لسلامة الدم وهي (تبرع وتعويض داخلي في بنك الدم)، وعدد وحدات الدم المنقولة فعليًا للمرضى خلال نفس السنة هو 5299 وحدة دم.
وبهذا يتضح أن ما يتم صرفة من وحدات دم يتجاوز ما يتم تجميعه؛ حيث يتم تعويض العجز الحاصل وقدره 2044 وحدة دم من خلال حملات التبرع بالدم.
وعدد وحدات الدم المحصلة من حملات التبرع الخارجي خلال سنة 2017 هو 1530 وحدة دم؛ وبهذا يتضح أن هناك عجزًا وقدره 514 وحدة دم يتم تغطيتها من خلال المستشفيات المجاورة والمختبر الإقليمي بالدمام.