شارك واربح!!

“شارك واربح”، من منا لا تجذبه هذه العباره الرافعة لأمل الربح لكل من أراد اختبار حظه العاثر في الربح.

ومن منا لم تصله رسائل وروابط عديدة للمشاركة في مسابقات وهمية غرضها الترويج وكسب متابعين أكثر، وربما كان من ضمن شروطها إرسال الرسالة لـ30 شخصًا أو أكثر! والغريب أن يتم التنفيذ بانقياد تام لتلك الشروط، حتى لو لم يتم التحقق من نفس الشركة أو الموقع الرئيسي لهذا الإعلان عن هذه المسابقة أو العرض المجاني، ليكتشف بالنهاية أنه ربما يرسل فايروس لأحبته ومتابعيه.

مادعاني للكتابة هو ملاحظتي لانتشار هذه الرسائل بكثرة غير واعية بتكرار المسابقات المثيلة بها، والأعظم أنه في بعض الأحيان يرسل المرسل رسالته لغيره دون معرفته بما سيتم إرساله، فيكون هناك قسم بلسانه بمدى فائدته، وهو للتو فقد جزءًا من وقته، وللأسف لن يربح سوى الخيبة من جوائز مجزية لا رجاء فيها إلا بالأحلام.

مشكلتنا نجيد القص واللصق والتوزيع لأكبر عدد دون تفكر، وربما يكون هناك حسن نية وعفوية ولكن تفتقر للتدقيق والتحقق كي لا يشيع وباء الكذب في منشوراتنا.

منذ أيام وصلتني رسالة من إحدى القريبات التي توسمت بوسم قول الإمام علي ابن أبي طالب (ع)، وهناك بعض الكلمات الحديثة تستبعد أن تكون صادرة عنه (ع) وعن أهل البيت (ع)، وأعلم أنه تم إرسالها بحسن نية بنشر قول جميل عن المعصوم ، ولكن من المعروف بلاغة أقوال الأئمة والمعصومين(ع)، وغير ذلك أن هناك كثير من العلماء وخاصة في شهر رمضان يتحرزون على المنبر في نقل روايات المعصومين ولو كان بورقة تذكره بالرواية نصًا ومصدرها؛ لخوف الخطأ والوقوع في الكذب على المعصوم ولو بدون قصد، ويلجأون لعبارة “بما معنى الرواية” إذا خافوا الخطأ أو النسيان فيها.

وبالعودة لمضمار المسابقات نحن نشهد في ليلة ضربة الإمام علي (ع) هذه الليلة أولى أقوى المسابقات في هذا الشهر العظيم، وأضمنها، والذي يربح المشارك فيها بالعبادة والخيرات لا محالة.

وأتوقع لو لم نحفظ أي رواية عن الإمام علي (ع) لننشر ذكره في لياليه الأليمة فأعتقد أن مجرد إرسال اسم علي ابن أبي طالب (ع) لكل الموجودين في قوائمنا هو عبادة بذكره أليس”ذكر علي عبادة”؟!

فكيف بالمشاركة بعزائه أو تقليد عبادته وتهجده وصلاته في هذه الليالي العظيمة، فهو يعد من المشاركين في أكبر مسابقة للشهر الكريم، ويستبعد من الأشقياء المحرومين من غفران الله في هذا الشهر العظيم.

نسأل الله التوفيق للمشاركة في ذكر علي بأفضل ذكر وأدق ذكر يجذب العالم بكل طوائفه إليه، والفوز غدًا بشربة روية من حوض الكوثر بكفه.


error: المحتوي محمي