كانت لي مصلحة أخذتني لمصلحة المياه بالقطيف يوم أمس، فوقعت عيني أول ما وقعت على اسم السيد حيدر علوي أبو الرحي – شافاه الله وعافاه – في مكتبه بسنترال المصلحة، فانقبضت مشاعري وأنا وغيري من الذين لابد أن نتوقف للتسليم عليه ونحييه إن استطعنا أن نسبقه لذلك، ونسبق ابتسامته وترحابه.. لحظات وإذا بي أقول: “حيدر، قم من مشفاك وعد للحياة، حتى تعود بنا الحياة تنطق تفاؤلًا وابتسامًا ومحبة، عد كما كنت حتى تحط من مشقتنا وعنائنا اللذين لا ينفكان يرهقان خطونا وأنفاسنا، ونحن نعاني المرارات وليس سواك من يفتح أمامنا أبواب الإشراق، وينير ظلام الأنفاق لنعبرها مسترشدين بنورك الوضاء وأنت تلهم المتعبين بالأمل”.
نحن أصحاب احتياجات خاصة كثيرة، نحن المعاقين يا حيدر، فاعطنا ترياق الشفاء والاستشفاء.. أخبرنا كيف نعيش، وكيف نستطعم وكيف نتنفس ونضحك، وأخبرنا عن التسليم والحمد والشكر والرضا والقناعة، هذه المفاهيم التي ننساها ونحن الأصحاء كما نعتقد، لنشكوا الأحوال وضيق الحال ونحن في رحابة الدنيا وسعة المعيشة، وأنت يا من يظن البعض أنك على غير خير حال تبرق عيناك بكل معاني الإيمان والحب والطهر، وتفوح منك روائح الإقبال على الحياة، وكأنك خلقت مبرأً من العيوب والمتاعب، فتحديتها لتغلب منغصاتها وتعيشها كما لو كانت الجنة، ونحن في حيرة من أمرك وليس أمامنا إلا اقتفاء طريقك ولن نستطيع لأننا ناقصون، ناقصو وعي وإدراك ويقين، فهنيئًا لك يا من ننتظرك لتعود لنا متقدًا بالحيوية والنشاط، ونحن ندعو لك في هذه الليالي الكريمة أن يمنّ الله عليك بالصحة والعافية بفضل الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.