من الجميل في هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر الرحمة والدعاء أن نتوجه بقلوبنا إلى الله بالدعاء لشبابنا في وقت هم في أمس الحاجة إلى قول طيب وتوجيه سديد، لافتًا إلى أن ديننا الإسلامي دعا إلى الكلمة الطيبة، فقال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾، وكذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت”، وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”.
فالكلمة الطيبة من اللسان تحمل الخير والنفع للجميع وهي مفتاح دخول القلوب وتحدث أثرًا طيبًا في الأنفس والكلمة الطيبة الصادقة تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر وإلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح.
فمن أسوأ الحالات أن يعيش الشباب حالة من الانعزال ولا يملك حتى قليلًا من الأمل، فيفقد حينها دوره الإيجابي في الحياة وقد يفقد روح الانتماء المجتمعي ويتحول إلى حالة من الجمود وحالة من عدم الاستقرار وعدم الإحساس بالواجب تجاه أمته، بعد أن تلقى تلك الأوهام الدخيلة بضلالها عليه لتبقى في جوف رأسه وتجعله حيرانًا في أمره.
وكي نحمي شبابنا ونحافظ عليه سليمًا وبعيدًا عما ابتليت به المجتمعات الأخرى من السلوكيات الخاطئة والهدامة لا سمح الله، فعلينا أن نسعى لنشر ثقافة الوعي والحوار الهادف ونرتقي بخطابنا التوعوي وبقنوات التواصل الاجتماعي المتعددة لدينا إلى مستوى من المفاهيم الناجحة يتقبلها الكبير والصغير.
فعماد أي مجتمع بعد الله هم شبابه المتعلم الطموح الغيور، وبالله ثم بهم تصل البلاد إلى أعلى مستوى من الرقي والتقدم والازدهار فمن الواجب أن نمد لهم يد العون والمساعدة وأن نهيئ لهم سبل العيش والحياة الكريمة والعمل والفرص الوظيفية التي تغير حياته من تشتت إلى استقرار وتجعله متمكنًا من فتح بيت وتكوين أسرة وتجعل منه إنسانًا يشعر بروح من السعادة والراحة والأمل وهي مسؤولية المجتمع بقدر ما هي مسؤولية الدولة.
نسأل الله العلي القدير السلامة والصحة والعافية لشبابنا وأن يبعد عنهم كل سوء وأن يكون الله في عونهم وأن يحققوا أمنياتهم وطموحم وأن يكونوا بإذن الله نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم ولوطنهم، إنه سميع مجيب الدعوات.