استرجعت «جماعة التصوير الضوئي» بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف مساء أمس الاثنين 28 مايو 2018، مظاهر البهجة في الأعراس في «معاريس لوَّل».
واستضافت «تصوير القطيف» الشاعر مالك فتيل والفوتوغرافي عبدالمجيد الجامد في حوار مع الفوتوغرافي محمد الخراري للحديث عن معالم وتقاليد الأعراس في تراث القطيف، مستعرضين بعض الصور من حقبة الستينيات.
وذكر الجامد أن اختيار الزوجة في السابق يكون عن طريق أم العريس أو الأخت أو بعض الخاطبات التي تبحث بدلًا عن الأم والتي تصف الزوجة المناسبة لأهل العريس بعد مرحلة البحث، موضحًا أنه يتم إجراء العقد بعد الاتفاق بين أهالي العريسين، ويتم الإعمار بالاتفاق على موعد الزفاف بعد الأشهر الحرم.
وأوضح أنه يتم توزيع سمك «الحِّت» بعد الخطوبة من قبل أهالي العروس للإعلان عن زواج ابنتهم، فيما يقوم أهل العريس باستخدام “الدلال” للإعلان عن ذلك نظرًا لظروف مهنته.
وعبّر الشاعر الفتيل عن امتنانه للمشاركة في فعاليات المعرض، وذكر أن الجماعة موفّقة في اختيار مسمى المعرض «بهجة»، ألقى بعد ذلك أبياتًا شعرية تتضمن معاني البهجة والفرح والسرور، واصفًا البهجة بأنها مرسى الجمال للروح ومنطلقًا للحب الذي يتضمن محبة البلد القطيف.
وبخصوص تحديد موعد الزواج، كشف أن الاتفاق يجري بين أهل الزوجين؛ خاصة إذا كان العريس يعمل في منطقة بعيدة، حيث إن أيام العمل كانت 6 أيام أو 5 أيام ونصف اليوم، مشيرًا إلى أن والد الزوج يستشير رجل الدين في موعد الزواج، أو جد الزوج في بعض الحالات.
وأوضح الجامد أن الزوجة تحتاج إلى 3 أيام للتجهيز للزفاف حيث يخصص يوم للغسيل، ويوم آخر لنقش الحناء الذي يرافقه بعض الأهازيج الشعبية، واليوم الثالث يكون مخصصًا لتزيين الشعر عبر «العچافة» التي تشابه وظيفتها الكوافيرة بالمصطلح الحالي.
وبيّن أنه يوم العرس يتم تثبيت أرجل العروس ليثبت الحناء، وفي بعض الأحيان يتم نقش الحناء للعريس أيضًا، وأضاف أنه يتم إحضار 7 «مشامر» لزفاف العروس والجلوات، وعند جاهزية العروس للزفة يرسل أهلها من يخبر أهل العريس بذلك في مجلسهم ليبدأ عهد الزفاف بالأهازيج والأناشيد الشعبية.
وتم عرض صورة من عام 1965م التقطها الجامد تبين مظاهر زفاف العريس في أحد طرقات القطيف نهارًا والتي أظهرت العريس ممتطيًا أحد الخيول والتي أشار إلى أنه عند عدم وجود أي خيل يعوض بذلك بإركاب العريس حمارًا مزينًا بالحناء، لافتًا إلى أن الصورة من ضمن 3 صور حيث فُقدت اثنتان بعد سرقة منزله بالعضيلية ولم يبق أي شيء وكان محتفظًا ببعض الصور في المكيف والتي عرضها على جماعة التصوير بالعضيلية.
وأشار إلى أن الزفة تكون إما على الخيل أو راجلًا أو أمر بين الاثنين حيث يكون الطريق مارًا على المسجد لأداء صلاة ركعتين، ويحيط بالعريس الأصدقاء لحمايته.
وألقى الشاعر الفتيل أبياتًا شعرية تحكي قصة محبوبين استوحاها من قصيدة للشاعر عبدالواحد الخنيزي بعنوان «نوال» من إصدار «رسمتك قلبي»، أطلعه عليه ابن الشاعر الخنيزي، وتطرق في الأبيات الشعرية إلى صفات بيئة القطيف الزراعية والتي سيقت بمسار الغزل والبهجة بلقاء المحبوبة.
وجرى خلال الفعالية عرض صورة أخرى للجامد تظهر عملية «تحمية الدفوف» قبل يوم الزفاف والتي التقطها قبل العشرين.
واختتم الجامد مشاركته بأبيات شعرية مزيجة بين اللغتين العربية والإنجليزية، لينهي الأمسية الشاعر الفتيل باستكمال أبياته الشعرية السابقة.
وتخلل الفعالية عرض مشاهد مصورة من أرشيف طاهر العلي لبعض مظاهر الأعراس في القطيف قديمًا، والتي تناسبت مع موضوع الأمسية.
يشار إلى أن فعالية جماعة التصوير الضوئي بالقطيف ليوم الثلاثاء ستكون للفنان صادق سليمان بعنوان «ألوان سينمائية» على مسرح خيرية القطيف بحي البحر.