الندرة ترفع القيمة!

‏ورقة منسوبة لـ”إنشتاين” قيل أنه كتبها “عام ١٩٢٢م” لعامل ياباني حمل حقيبته، بيعت في مزاد مؤخرًا بمبلغ ١.٥ مليون دولار، ‏تبين لاحقًا أنها مزورة حالها حال معظم المقولات الشائعة المنسوبة له (حسب ما نشر الدكتور حمزة المزيني في “تويتر”)، رغم مرور الورقة على خبراء فحصوها ودققوها لكنها مرت عليهم مرور الكرام، لأنها فريدة ونادرة بخط منمق مرتب لشخص مشهور جدًا تراثه كنوز (حسب رؤيتهم)؛ تمت المبالغة في القيمة على أنها أصلية!

‏سيارة (تاكر ١٩٤٨م) انتجتها شركة (بريستون تاكر الأمريكية) التي أفلست بعد عام واحد فقط من بدايتها وتوقف عملها وإنتاجها، تقدر قيمة السيارة الآن (١.٢ مليون دولار) بسبب جمالها ومتانتها وكون محركها في الخلف خلاف المتعارف كأول سيارة أمريكية؛ والأهم ندرتها.

هنا نستحضر سلوك السوق (العرض والطلب) وكيف تتأثر الأسعار صعودًا وهبوطًا بوفرة السلع؛ إن زادت هبط السعر وإن شحَّت ارتفعت القيمة.

لنا في الندرة تجربة عاشها الآباء والأجداد، “لؤلؤ الخليج الثمين المميز النادر عالميًا” عندما كان يباع في “باريس” كأغلى المجهورات بما يعادل عشرات الألوف من الروبيات (عملة الخليج حينها)، بمجرد استزراعه في اليابان “عام ١٩٢٩م” وإغراق الأسواق العالمية بكمياته؛ هبط سعره لآلاف قليلة لا تُغطي مصاريف “الجوالبيت وبحارتها” لتنهار صناعة عريقة خلفت جيشًا عرمرميًا من العاطلين ووضع اقتصادي بائس في الخليج، أنعشه بكرم الله ظهور النفط وتصديره!


error: المحتوي محمي