استثمر طفولته في تعلّم القرآن، وأثبت اسمه كقارئ صغير السن في محافل الذكر ببلدته، يحفظه دعاء والدين بذلا كل ما يمكنهما لتشجيعه، ولغرس ثقافة قرآنية بالمجتمع، ومن دار الإمام باب الحوائج لعلوم القرآن بالقديح التي وضعت لبانتها الأولى في منزله، كان مبادرًا للانتساب لها وشارك في كثير من المسابقات والختمات باسمها.
سلمان حبيب الجارودي فتى لم يتجاوز الـ16 من عمره، تأثر بشخصية المقرئ عبدالباسط، ويستعذب صوت القارئ الشحات أنور، وقد أتقن كل المقامات.
ويتلو الجارودي يوميًا صفحتين من القرآن في غير شهر رمضان وأجزاء منه في ربيعه السنوي، وذكر لـ«القطيف اليوم» أن سورة الفاتحة هي السورة القريبة من قلبه، وآية ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ لها تأثير في نفسه.
وحصل الجارودي على شهادات من نادي مضر نظير مشاركته في بعض المناسبات والأنشطة الخاصة بهم، ونال شهادة من الختمة الرمضانية الجماعية التي تقام في مسجد الشهداء بالقديح، حيث شارك مع القراء في التلاوة، وأيضًا شهادة للمركز الأول في المسابقة القرآنية “فرحين بما آتاهم”، وحظي بشهادة تدريس من قبل دار الإمام باب الحوائج (ع)، وشهادة ثانية في المسابقة القرآنية “كرام بررة”، إضافة إلى حصوله على المركز الأول، وغيرها من الشهادات الكثيرة والجوائز.
وبدأ القارئ الناشئ بدراسة علوم القرآن منذ أن كان في الصف الرابع الابتدائي وسط دعم من والدايه وأهله وأصدقائه، ووازن بين الدراسة الأكاديمية وتعلم كتاب الله بتنظيم وقته.
وعن الداعي الذي جعله يدرس القرآن قال الجارودي: “لقد اعتاد سمعي على سماع القرآن منذ طفولتي وحتى وأنا نائم، أجواء بيتي كلها قرآن، ثم تشجيع والداي لي على ذلك، وهدفي الأساسي أن أنول الرضا والقبول من رب العباد وأن أنال التوفيق والثواب.
ويقضي القارئ الجارودي ساعة من وقته يوميًا في تدريس القرآن للأطفال في شهر ربيع القرآن، حيث يقصد مجلس الشعفي بالقديح ليدرب الأولاد على حفظ سورة يس عبر الدورة الرمضانية “وارحمهما كما ربياني صغيرًا”، ويشعر بفرحة ومتعة في تعليم الصغار تلاوة القرآن.
وأكد أن تعليمهم جدًا سهل وممتع بالنسبة له، وقد استطاع السيطرة عليهم من خلال اتبع اللين معهم ومعاملتهم كأخ وتشجيعهم وتحفيزهم بالهدايا إذا عملوا أكثر مما هو مطلوب في الدورة ونظير تفوقهم، وإن حماس الطلاب الذي يراه حين يدرس لهم قراءة القرآن يجعله سعيدًا جدًا.
وقال عن رسالته من تعليمه الأطفال القرآن: “رسالتي هي أن نرتقي بسلوكنا مع القرآن وأن يكون نهجًا لكل فرد”.
وذكر آماله في دار باب الحوائج لعلوم القرآن بالقديح، بأن يكثر المنتسبون لها وتتميز بإنجازاتها وعطائها، ووجه كلمة لليافعين خاصة وللمجتمع في هذا الشهر الفضيل ناحية القرآن العظيم قال فيها: “اجعلوا القرآن صديقًا ورفيقًا لحياتكم، ففيه تفتح لكم أبواب التوفيق في دنياكم وآخرتكم، فهو شفاء للقلوب إذا ضاقت بكم الدنيا، وأخيرًا أنا طالب صغير في بحر القرآن الكبير، أحتاج لدعواتكم لحفظ القرآن كاملًا”.